أخبارالسياحة بجهة الشمال المغربي - يوليو 2022رائدات

أحلام لمسفر : الفنانة التشكيلية مؤسسة دار الفن المعاصر ببرييش

الفن والثقافة رافدان للتسامح والتعايش ومكونان أساسيان للعرض السياحي المغربي

أبقلم فوزية طالوت المكناسي

بنظرتها الزرقاء الشفافة مثل المحيط الأطلسي المقابل لمتحف مؤسسة دار الفن المعاصر ببرييش – قرب مدينة أصيلة، تستكشف أحلام لمسفر الأشكال والمساحات والألوان المحيطة بها وتتساءل عن الترابط القائم بين الأجسام المسطحة وبين المكانية. أحلام من بين الفنانات التشكيليات المرموقات في وسط الفن التشكيلي بالمغرب، ومن الفنانات القليلات اللائي أثبتن مكانتهن في الحقل التشكيلي العالمي. تتميز بثقافتها الواسعة وخبرتها العالمية، أعمالها تتمحور حول الرسم والنحت والتركيب.

تعتبر المادة – بالنسبة لها – شيئا ضروريا ومهما له دوره في العمل الإبداعي، لذلك فالعملية الإبداعية تبدأ عندها من هاته المرحلة الإعدادية التي يتم خلالها تحديد رؤية وفكرة العمل الفني الذي تود إنجازه، سيما أنه يبدأ غامضا دون معالم واضحة. فالأمر هنا لا يتعلق بنقل أو إعادة رسم أو تلوين شيئ ماثل أمامك أو لديك فكرة مسبقة عنه، بل هي أشياء تأتي وتتشكل بطريقة تلقائية.

أحلام لمسفر دائما ما تشتغل على قماش أبيض، ثم تقوم بإعداد المادة عليه قبل إضافة اللون، فهي تحب المادة التي تطاوعها وتتيح لها مزيدا من الخيارات، وغالبا ما تكون لوحات أحلام أحادية اللون. وتعد لوحاتها بحق دعوة مفتوحة لراحة الأعين لكي تنسى كثافة ووفرة الصور التي تغزو حياتنا اليومية. وكما قالت الناقدة الفنية فرانسواز باربي غال، إن “الألوان الأحادية تمثل صمتَ الألوان”، وبالنسبة لأحلام فاللون الأحادي هو عبارة عن مقدمة لقصة روحية وكونية على وشك أن تنطلق لتعبر عن صفائها الروحي الداخلي.

أحلام في تقديراتها الفطرية، سيدة ترعرعت في وسط عائلي كان للفن والثقافة فيه مكان شاسع فسيح، تحيلنا بإبداعاتها على إيف كلاين المسمى كلاين الأحادي، فرسمه كرسمها غالبًا ما يكون أحادي اللون. لون محدد يصعب فصله، لون لا يُنسى ويظل محفورًا في ذاكرة أي شخص يزور متحف الفن المعاصر ببريش.

أعمال احلام لمسفر باختصار

أحلام زارت العالم وعرضت لوحاتها الفنية في كثير من الورشات الفنية داخل المغرب وخارجه، تحمل في جعبتها ثقافة بلدها، فهى تأمن بان الفنان سفير لبلده ينقل عنه رسالة سامية وهادفة وهي بتربيتها الراقية خير وأجدر سفيرة.

درست أحلام الفنون التشكيلية بباريس، وهي اليوم عضوة في هيئة الشرف لمؤسسة الفنون الفرنكفونية.

وجدت أعمال أحلام منذ الثمانينيات وضوحًا واعترافًا وسط ساحة الفن التشكيلي الوطنية والدولية. حازت خلال مسارها الفني على عدة جوائز وميداليات محليا وعالميا كان أبرزها ميدالية فضية في الصالون الدولي “ملوك الفن” سنة 1995، وجائزة الاستحقاق التي منحت لها في مولان دوركون عام 1996، كما شاركت في العديد من المعارض والمؤتمرات والندوات الوطنية والدولية. أحلام لمسفر ابنة مدينة الجديدة ترعرعت في الدار البيضاء واسست بشمال المغرب بالضبط في مدينة بريش مؤسسة جميلة وراقية هي دار الفن المعاصر تستدعي لها فنانين من العالم بأسره وتحرص على جعل الفن والثقافة رافدان للتسامح والتعايش ومكونان أساسيان للمخزون السياحي المغربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى