إيريك تيبوش.. المدير الفني لدار المعلمة يسلط الضوء على المبدعات المغربيات

- Advertisement -

نظمت شبكة الصانعات التقليديات بالمغرب دار المعلم أسبوع الصانعة التقليدية المغربية بالعاصمة الفرنسية باريس، ومن بين الأشياء التي ميزت هذا اللقاء هو التأطير الذي حظيت به بعض الحرفيات عضوات دار المعلمة من قِبل مصمم الأزياء العالمي إيريك تيبوش. 

وبصفته المدير الفني لدار المعلمة، يحرس تيبوش على مواكبة الصانعات وتكوينهن ودمجهن في خصوصيات السوق العالمي بما فيها الإبداع والجودة وكيفية قصّ قطعة القماش وتفصيلها، وتقنيات التصميم والمزج والتنسيق بين الألوان المختلفة، والجرأة في التصاميم والتواصل من أجل تقديم المنتوج. لم يبخل المصمم الفرنسي منذ انضمامه لدار المعلمة بتقديم يد المساعدة للصانعات المغربيات، حيث فتح لهن أبواب ورشته بباريس، فأطرهن وتقاسم معهن خبرته الواسعة في ميدان التصميم والموضة، وأتاح لهن فرصة الارتقاء والانتقال من المحلية إلى العالمية، بتأطيره لثلاثة عروض لقفطان دار المعلمة سنة 2011، 2012، 2019، لفائدة الحرفيات التقليديات في المغرب. وعلى الرغم من كل التحديات والمعيقات المادية والمعنوية التي يوجهها هذا القطاع، استطاع تيبوش أن يرفع سقف التحدي وأن يحقق نجاحا غير مسبوق للعروض الثلاثة، كما لم يمنعه انتقاله من باريس إلى شنغهاي بالصين من إتمام ما بدأه في هذا الإطار، وظل وفيا لشبكة الصانعات المغربيات دار المعلمة إلى حد اليوم. إيريك تيبوش الذي حالفه الحظ في بَدْء مسار عمله لدى أهم المبدعين الذين يتمتعون بالموهبة ويقدّمون الجديد في كل موسم. عاهد نفسه أن يسير على خطاهم، إلى أن وقع في شغف حب إبداعات الصانعات التقليديات المغربيات فأخذ على عاتقه بشكل تطوعي مهمة تأطيرهن والسير بهن إلى ولوج العالمية. ويعد لقاء باريس خطوة في هذا الاتجاه. 

إيريك تيبوش

لقد أصر تيبوش خلال هذا الأسبوع على القيام بحصة تصوير فنية لإبداعات بعض المشاركات التي تساير المعطيات العالمية، واختار لها كديكور شوارع باريس الجميلة. 

ومن بين الصانعات اللواتي حالفهن الحظ في تقديم إبداعاتهن في هاته الحصة الاستثنائية نجد غزلان ويجيدان من الناظور، و حسناء بن فضيل، واربيب وردة، وحورية بياض من وجدة، وزهرة لفريحي من الصويرة. 

إيريك تيبوش.. المصمم الذي غير قواعد الموضة

يقول أريك تيبوش” أنا إنسان شغوف بالموضة، وهمي الأول هو إلباس المرأة بشكل أنيق ومتجدد ومواكب لعصرها، فعملي هو التركيز على الجسد، وعلى التصميم، وعلى الطلّة، فهناك صوت في داخلي يكلمني دائماً ويقودني إلى اختيار الأسلوب الأنسب الذي يليق بكل سيّدة. ”

 عَلاقة إيريك تيبوش بدار المعلمة

 حين لقائها به في إحدى الحفلات بفندق المأمونية بمراكش سنة 2010، لم تكن فوزية طالوت المكناسي، رئيسة شبكة الصانعات التقليديات دار المعلمة، تعلم أنها ستلتقي بهرم الإبداع في عالم الموضة “إيريك تيبوش”. صدفة جميلة مكنتهما من تبادل أطراف الحديث ومناقشة كل شيئ ولا شيئ، إلى أن جمعهما القاسم المشترك” وضعية المرأة في الصناعة التقليدية والموضة”. من هنا نشأت عَلاقة وطيدة وصداقة مثنية هدفها العمل الإنساني، ومنذ ذلك التاريخ أصبح إيريك تيبوش ء وبشكل تطوعي ء الراعي الرسمي لشبكة الصانعات التقليديات كما بات مديرا فنيا لقفطان دار المعلمة ومن بعد لدار المعلمة ككل. لم يبخل ولم يتأخر ابدا لإعطاء كل ما يستطيع لحرفيات دار المعلمة فهو المؤطر والمعلم والصديق والاخ لكل هؤلاء الصانعات يدافع عنهن ويحمل قضيتهن العادلة والإنسانية إلى عدة مؤسسات وهيئات دولية. 

 

فرنك برفقة المصمم ايريك تيبوش والصانعة التقليدية زهراء لفريحي و الزبيت اوفري وفوزية طالوت المكناسي

فمن يكون إيريك تيبوش؟

المبدع إيريك تيبوش مصمم فرنسي مولوع بالموضة، ولد في السادس من يناير سنة 1972 في مدينة ليون جَنُوب شرق فرنسا من أب تونسي وأم فرنسية، وأصله من بونيفاسيو “جَنُوب حزيرة كورسيكا”.   نشأ وترعرع بين أحضان والدته الأنيقة التي كان برافقها إلى دور الأزياء، ما سنح له الفرصة للتعرف أكثر على هذا العالم وعشقه والغوص فيه، وصمم على ممارسته والنجاح فيه. وهكذا بدأت رحلته في فن الخياطة والتصميم، لا سيّما الخياطة الراقية، لينطلق بعدها نحو مختلف الأقسام المتعلقة بالأناقة. 

انتقل إلى باريس في سن الثامنة عشر لتعلم كلّما يخص الموضة والأزياء، فلطالما كان إيريك مولوعا ومنجذبا إلى عالم الموضة، وفي سن الثانية والعشرين عمل كعارض أزياء في باريس لكنه لم يرتح لتلك المهنة، فقرر الانتقال إلى التصميم. في بداية مشواره عمل مع المصممة الفرنسية إيزابيل موران. وفي سنة 1998، اقترح عليه المصمم جان بول غوتييه الإنتقال للعمل معه. حيث طلب منه غوتيييه الاهتمام بزبوناته، والعمل على رفع نسب المبيعات، ودامت تلك التجربة لثلاث سنوات، تعلم خلالها الكثير عن خبايا وأسرار عالم الموضة والأزياء، مثل نوعية الخامات ومختلف المواد المستعملة وكيفية قصّ قطعة القماش وتفصيلها، وتقنيات التصميم والمزج بين الألوان المختلفة كما أنه وطّد الكثير من العلاقات وبنى شبكة هامة من العلاقات في عالم الموضة، استند إليها لاحقا عندما أسس دار الأزياء الخاصة به. وفي إعتقاده أن أحسن طريقة لفهم خبايا وأسرار عالم الأزياء هي الاحتكاك بشكل مباشر مع زبونات الموضة ومتذوقاتها… وفي عام 2005 حدثت نقلة نوعية حيث قرر الاعتماد على نفسه، وأسس دار أزياء تحمل اسمه، لكي يحقق من خلالها ذاته ويطرح رؤيته الخاصة للموضة والأزياء. 

وشغل إيريك مناصب عدّة في دور أزياء مختلفة، مثل “ريك أوونس” و”إندر كوفر”،”ريتشارد ريني”.وفي سنة 2006 قام بإنشاء داره الخاصة وقدم مواهبه كمدير فني إلى”كليو بلو” و “جاكس فتح”. في عام 2014، بدأ مغامرة جديدة مع الصين، حيث تمّ اختياره من قبل مجموعة صينية، ليصبح المدير التنفيذي الإبداعي.