العلاج بالفن البهجة
افتتح أمس الثلاثاء بالرباط المعرض التشكيلي “البهجة”، وهو تظاهرة تتواصل فعالياتها إلى غاية 12 يوليوز المقبل وتعرض لوحات مرضى إحدى عيادات العاصمة المتخصصة في أمراض الأورام.
ويندرج هذا المشروع المتفرد والمبتكر في إطار “العلاج بالفن”، الذي يتميز باستخدام الإبداع لأهداف علاجية، وجعل المرضى يعبرون عن ذواتهم من خلال إبداعاتهم ومعيشهم وانتظاراتهم وأحلامهم، ويتيح للمرضى وذويهم والمساعدين الطبيين من الوقوف على أوجه التحسن التي تظهر على المصابين، مما يمنحهم قدرة أكبر على مواجهة أدوائهم.
وفي هذا الإطار، أكد منير باشوشي، أخصائي علاج الأورام، أن افتتاح هذا المعرض جاء بهدف عرض لوحات مرضى شاركوا في ورشة للفن التشكيلي تم تنظيمها بإحدى المصحات الخاصة، تحت إشراك الفنان التشكيلي سعيد قديد الذي واكب هؤلاء المرضى بسعة صدر.
وأضاف الأخصائي، في تصريح لM24 القناة الإخبارية لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن العلاج بالفن هو جزء لا يتجزأ مما يطلق عليه اليوم الطب المندمج أو الشمولي، وهو تخصص يخرج من أسوار الطب التقليدي المبني على الأدوية والعمليات الجراحية أو العلاج بالأشعة، مبرزا أن الطب، بحكم أنه فن هو الآخر، فهو يجعل الطبيب ينفتح أحيان على باقي الممارسات السابقة والحالية التي أعطت نتائج لا يمكن إعطاؤها دائما تفسيرات عقلية.
وأوضح أنه، إلى جانب العلاجات التقليدية، هناك علاجات بديلة في الطب الشمولي، منها الفن، أثبتت جدواها علميا اليوم، لأنها تتيح للمصاب إمكانية الخروج من المرض وآلامه والتعبير عن أحاسيسه ومشاعره، مبرزا أن “عملية الخروج هذه تتيح للمرضى فرصة التصالح مع ذواتهم واكتشاف أن بإمكانهم إبداع أشياء مهمة“.
من جهتها، أشارت منى السلاوي، إحدى العارضات من المرضى، إلى أن مشاركتها في ورشة الفن التشكيلي التي انطلقت منذ ستة أشهر تقريبا، إلى جانب باقي الفنانين، هي عبارة عن حلم تحقق، معربة عن فرحتها بخوض هذه التجربة الفنية.
وأكدت أن اللوحات التي تعرضها تندرج في إطار الفن التجريدي، فضلا عن لوحات تصور أزقة مدينة شفشاون وقصبة الأوداية، مشددة على أنها حاولت استخدام الكثير من الألوان للتعبير عن الشعور بالسعادة وهو ما يعكس، بشكل خاص، ما يرغب الفنانون المشاركين من في البوح به بهدف نسيان المرض وآلامه.
بدوره، سجل فريد شبيشب، من الفنانين المشاركين في هذه التظاهرة، أن طبيبه الخاص اقترح عليه ممارسة الفن التشكيلي لمساعدته على تجاوز لحظات الألم وتأثيرات العلاج ونوبات الخوف التي كانت تعتريه كل مساء، مشددا على مدى سعادته بهذه التجربة التي مكنته من العودة إلى هوايته أيام صباه.
وأكد أن حصص الرسم التي كان المرضى يقضونها أتاحت لهم نوعا من الطمأنينة والسكينة وجعلتهم يخرجون من دوامة المرض وآلامه، ويمتلئون أملا أن الغد سيكون أفضل، مسجلا أن الإعلان عن تنظيم هذا المعرض جعلهم يضاعفون جهودهم ويخرجون كل ما في جعبتهم من إبداع..