زلزال الحوز: قصص تدمي القلوب

- Advertisement -

مشاهد الفيديو التي يتداولها رواد اليوتيوب ومنصات مواقع التواصل الاجتماعي تدمي القلوب، فصحافة اليوم أضحت صحافة المواطن التي تزودنا بفيديوهات حصرية وأخبار آنية، وبطبيعة الحال، ينبغي لنا أن نتوخى الحذر من المعلومات الخاطئة والمضللة والفيديوهات القديمة والمركبة. لكن ما نشاهده وما نتأكد منه من أخبار وفيديوهات يدمي القلب حقا ويجعلنا نعتصر ألما على إخواننا.

ومن هذه المشاهد المأساوية  نختار لكم ثلاث قصص دامية جراء الزلزال الذي ضرب مغربنا الحبيب ليلة الجمعة السبت على تمام الساعة الحادية عشر وإحدى عشرة دقيقة بقوة 7,2 درجات على يلم ريشتر.

بعيون دامعة وقلب مكلوم، تروي أسماء، لوسائل إعلام مغربية، تفاصيل الكارثة التي حلت بعائلتها، حين فقدت زوجها وأطفالها الأربعة جراء الزلزال المدمر الذي هز إقليم الحوز ليل الجمعة السبت.

وقالت الأم المفجوعة “مات مصطفى (زوجها)، وحسن، وإلهام، وغزلان، وإلياس (الأولاد). فقدت كل ما أملك، وأعز ما لدي. يمتلكني الحزن. بقيت وحدي. هذا من قضاء الله وقدره، مضيفة بحسرة أنها الآن أضحت وحيدة ولم يبق لها سوى الله بعد رحيل أفراد عائلتها من جراءالزلزال.

وتعد هذه الأم المغربية التي تعدّ الناجية الوحيدة من أسرتها من الزلزال، التي تقطن وأسرتها في قرية تمقرة بإقليم شيشاوة قرب مدينة مراكش.

وفي مشهد مؤلم آخر وُصف بأنه الأقوى في تاريخ المغرب الحديث، تداول أشخاص مقطع فيديو عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي يظهر أبا مغربيا مفجوعايبكي بحرقة وهو يبحث عن أطفاله تحت الأنقاض في مدينة مراكش.

وغير بعيد عن مدينة مراكش، صدمة وحزن يخيمان على سكان قرية مولاي إبراهيم  بإقليم الحوز جراء تكبدهم خسائر مادية وبشرية فادحة إثر هذا الزلزال العنيف.

أحد هؤلاء الحسن الذي فقد زوجته وأبناءهما الأربعة. تحت هول الصدمة كان يجلس مطأطئا رأسه بدون أن ينطق بكلمة في أحد أركان المستوصف الصغير لهذه القرية المعزولة الواقعة على بعد أكثر من ساعة جنوب مراكش.

بالكاد يستطيع الرجل التعبير عن ألمه قائلا بصوت خافت “فقدت كل شيء، لا حول لي الآن، لا أريد سوى الابتعاد عن العالم لأحزن في صمت”.

وهذه مجرد ثلاث قصص من بين مئات القصص المفجعة التي خلّفها الزلزال المدمر، الذي أوقع أكثر من 2012 قتيلا و2059 جريحا حتى الآن، بحسب أحدث الأرقام الرسمية المغربية.

مغاربة قضوا ليلتهم في الشارع خوفا من الزلزال

وأثار الزلزال المدمر الرعب بين المواطنين في المناطق التي ضربها، حيث أصر كثيرون منهم على البقاء في الشوارع، خوفا من الهزات الارتدادية، التي حذرت منها السلطات، فيما لا يزال آخرون ينتظرون وصول المساعدات، أو يبحثون عن أحبائهم.

وتجمعت عائلات في مراكش في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، حيث أمضت ليلة ثانية في الشوارع بعد أعنف زلزال  يتعرض له المغرب منذ أكثر من نصف قرن والذي جعل كثيرين يشعرون أن منازلهم لم تعد آمنة للعودة إليها.

محمد آيت الحاج صاحب الحادي والخمسين سنة، وبعد اكتشاف دلائل على تعرض منزله لأضرار تمثلت في وجود شقوق بالجدران، أمسى ينام في الشارع رفقةعائلته وسط المدينة.

وفي تصريح له قال أيت الحاج “لا أستطيع النوم هناك. أطلب من السلطات مساعدتي وإحضار خبير لتقييم ما إذا كان من الممكن أن أعود إلى المنزل أم لا. إذا كان هناك خطر، فلن أعود إلى المنزل”.

وقال نور الدين لحبابي، وهو رجل متقاعد يبلغ من العمر 68 عاماً ولديه أربعة أطفال، إنه كان يستعد للنوم في الخارج لليلة ثانية، لأن الأضرار التي لحقت بمنازل الناس تبعث على الحزن والألم.

وأضاف: “إنها تجربة مؤلمة. عندما يحدث هذا لأخيك أو أختك، يكون الأمر مؤلما حقا”.

وبعيدا عن المدينة، نامت عائلات عن بكرة أبيها في أماكن مفتوحة وعلى طول الطرق. وقالت جورا البالغة من العمر 11 عاماً، وهي تتحدث إلى جانب والدها، إنها تشعر بعدم الارتياح بسبب اضطرارها إلى النوم بالقرب من غرباء.

ووفق ما سجلته الشبكة الوطنية لرصد الزلازل، فإن هذه الهزة تم تحديد مركزها في جماعة إيغيل التابعة لإقليم الحوز، تعد من أقوى الهزات التي تم قياسها في المغرب، حيث سجلت على عمق 8 كيلومترات، وقعت عند التقاء خط العرض 30.961 درجة شمالا، وخط الطول 8.413 درجات غربا.

وأعلن وزير الداخلية، عيد الوافي الفتيت، وفق حصيلة مؤقتة، عن ارتفاع عدد ضحايا زلزال الحوز إلى أكثر من ألفي وفاة وأكثر من ألفي إصابة حتى مساء أمس السبت، مسجلا 1351 وفاة في إقليم الحوز، و452 في تارودانت و191 في شيشاوة و41 في ورزازات، إضافة إلى 15 وفاة في مدينة مراكش، فيما توزعت بقية أرقام الوفيات بين أزيلال وأغادير والدار البيضاء الكبرى واليوسفية.