صحة

اختبار دم بسيط من أجل تفسيرٍ أفضل للإجهاض التلقائي

فرح – وكالات

نشرت مجلة “ذي لانست” العلمية دراسة أنجزتها لطبيبة نسائية دنماركية وفريقها الطبي، أثبتت أنّ اختبار دم بسيط من شأنه توفير تفسيرات إضافية عن السبب الكامن وراء فشل الحمل، وهو ما يتيح فهم حالات الإجهاض التلقائي بصورة أفضل ويساهم أحياناً في تجنّب حدوثها.

وتمكنت سفاريه نيلسنمن خلال هذه الدراسة، من تحديد ما إذا كان الإجهاض التلقائي ناجماً عن خلل في الكروموسومات أم لا، حيث أن الإجهاض التلقائي يطال امرأة من كل عشر نساء خلال مرحلة ما من حياتها، فيما تأتي معدلاته مرتفعةً في البلدان التي يتزايد فيها تأخّر السكان لإنجاب الأطفال.

ويمكن اللجوء إلى اختبار الدم في بداية مرحلة الحمل وتحديداً من الأسبوع الخامس، على عكس ما كان يُعتمد سابقاً.

في هذا الصدد، تؤكد نيلسن أنه في حال الإجهاض التلقائي، يمكن إخضاع المرأة إلى اختبار دم لمعرفة الخصائص الجينية للجنين، مضيفة أنه لا يجب الاعتماد فقط على عدد حالات الإجهاض التلقائي ومرحلة الحمل التي حصل خلالها الإجهاض كمعيار لتحديد إمكانية خضوع المرأة لاختبار الدم.

ويتم عزل الحمض النووي للجنين بعد إجراء اختبار الدم، ثم يخضع للتحليل بهدف تحديد ما إذا كان يظهر خللاً مهماً في الكروموسومات ادى إلى إنهاء حياة الجنين. وتأتي النتائج إيجابية في 50 إلى 60% من الحالات.

وتوضح لينه فيرغه العاملة في أحد المختبرات، في هذا السياق، أنّ الأطباء يرون ما إذا كانت أعداد كروموسومات معينة تمثل مشكلة أكثر من غيرها، ويمكنهم تالياً تحديد المخاطر المستقبلية، وفي حال لم يُرصد أي خلل في الكروموسومات، يتعمّق الأطباء أكثر بحالة المريضة.

وفي هذه الحالة، توضح نيلسن أنهم يبدؤون بأخذ تفاصيل من المرأة عمّا حصل معها من خلال طرح مجموعة من الأسئلة التي تعطي تفسيرا للإجهاض التلقائي الذي يكون مرتبطا إما باختلالات هرمونية لدى المرأة أو إصابتها بأمراض مرتبطة بالغدد الصماء أو حتى اعتمادها نمط الحياة غير مناسب. وهنا يبرز دور الطبيب في تحديد المخاطر وتوفير العلاج المناسب.

ولكن إلى اليوم، لم يكن اختبار دم مماثل مُعتمداً في الدنمارك سوى بعد تعرض المرأة إلى ثلاث حالات إجهاض متتالية، وفي حال كان الحمل في أسبوعه العاشر أو أكثر.

وفي فيدوفر، بات اختبار الدم مُقترحاً على جميع النساء اللواتي تعرّضن لإجهاض تلقائي ولجأن إلى طوارئ المستشفيات. وأتت 75% نسبة مَن يوافقن منهنّ على إجراء الاختبار.

وتصرخ إحدى هؤلاء النساء المستفيدات من الاختبار، أن إجراء الاختبار كان قرارا بديهياً لها، سيما أنه  يساهم في إعطاء تفسير لحالة الإجهاض التلقائي.

هذا، وتم إطلاق المشروع الذي يحمل عنوان “كوبل” في العام 2020، ولا يزال قيد التقدم ويُفترض أن يتيح إمكانية إنشاء قاعدة بيانات فريدة، من خلال جمع معلومات عن حالات مختلفة بفضل مجموعة من النساء هي الأكبر في دراسة على الإطلاق.

وتوضح سفاريه في هذا الشأن “سيكون لدينا قاعدة بيانات تحمل موثوقية للإجابة بشكل صحيح على الأسئلة المتعلقة بالإجهاض والإنجاب وصحة المرأة عموماً”.

وأشارت إلى أنّ الإجهاض التلقائي شائع جداً ويحصل بنسبة 25% في كل حالات الحمل، مضيفةً أنه على الرغم من تكرار حالات الإجهاض، تم الاكتفاء لسنوات عدة بإفراغ الرحم عقب خسارة الحمل من دون إيلاء أهمية للعامل البيولوجي الذي تسبب في حدوث الإجهاض أو تأثيره على الصحة الذهنية للأزواج.

تعرضتريكي همنغسن إلى ثلاث حالات إجهاض، قبل أن تنجب طفليها، ولكنها اليوم تبدي حماسة للمشروع الذي يمنحها الأمل في أنّ عدداً أقل من النساء”سيختبرن ما اختبرته بنفسها، معتبرة أن المشروع يعطي معنى للألم والحزن الناتجين من كل إجهاض تلقائي.

وأخيرا، تؤكد سفاري نيلسن أنّ نتائج الدراسة قد تمنع على المدى البعيد حدوث 5% من 30 مليون إجهاض تلقائي سنوياً في العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى