أضاءت صحيفة “أو غلوبو” البرازيلية، إحدى أكثر الصحف تأثيراً في البرازيل، على مدينة الدار البيضاء المغربية بعيداً عن صورتها السينمائية الشهيرة، لتكشف عن وجهها الحقيقي كمركز مزدهر للفن، الثقافة، والابتكار.
وفي مقالها الذي كتبته الصحفية كاميلا ليما، تصف المدينة باعتبارها محورا حيوياً للصناعات الإبداعية وملتقى للتراث الغني والفخامة الحديثة.
الدار البيضاء: قلب المغرب المالي والإبداعي
وتشير “أو غلوبو” إلى أن الدار البيضاء تعد أكبر مدينة في المغرب وأحد أهم المراكز المالية في شمال إفريقيا.
وقد بدأت الخطوط الجوية الملكية المغربية مؤخراً بتسيير رحلات مباشرة إلى البرازيل، مما يعزز موقعها كمركز رئيسي للربط بين قارات مختلفة.
وتعتبر المدينة اليوم مكاناً يزدهر فيه فن الشارع والصناعات الإبداعية، ويشجع الشباب على بناء مستقبلهم.
وأشادت الصحيفة بالتحولات الاجتماعية التي شهدتها الدار البيضاء، مشيرة إلى الدور المحوري الذي لعبه صاحب الجلالة الملك محمد السادس منذ توليه العرش في 1999، حيث ساهمت سياساته في تعزيز مكانة المرأة المغربية وتمكينها في مختلف المجالات.
الهندسة المعمارية: مزيج من التاريخ والحداثة
وتعتبر الهندسة المعمارية في الدار البيضاء واحدة من أبرز معالمها، حيث تهيمن على المدينة المباني ذات الطابع الهندسي الفاخر والتي تحمل في تفاصيلها بصمات “الآرت ديكو”.
وتعود هذه المباني إلى فترة الحماية الفرنسية، حيث كانت المدينة مركزاً للحكم الاستعماري، مما أضفى عليها طابعاً معمارياً مميزاً.
إلى جانب ذلك، لا تزال آثار الحضارة الأمازيغية تظهر في الزخارف الملونة التي تزين جدران المدينة، مزيجة من التراث العريق والحداثة.
المرأة المغربية في طليعة التغيير
وتسلط الصحيفة الضوء أيضاً على تقدم دور المرأة في المجتمع المغربي، حيث أظهرت تقارير محلية أن المرأة المغربية تشغل اليوم مناصب ريادية في مختلف القطاعات.
سارة حميزي، واحدة من أوائل النساء اللائي أدرن صالونات حلاقة في الدار البيضاء، أكدت في حديثها للصحيفة أن “الجيل الجديد من النساء في المغرب ديناميكي، فضولي، وحريص على التعلم”.
منطقة الفنون: إبداع يجسد المستقبل
ولا يمكن الحديث عن الدار البيضاء دون الإشارة إلى منطقة الفنون، الممتدة من الكورنيش إلى ساحة نيفادا.
هذه المنطقة التي تجذب الزوار والمبدعين، تستعرض أعمالاً فنية تتميز بتصاميم مستقبلية ورسائل تفاؤلية.
وفي هذا الفضاء الذي يعكس روح المدينة المتجددة والمواكبة للحداثة أبدع أكثر من 20 فناناً، بينهم العديد من النساء.
الحبوس: تاريخ وتقاليد مغربية أصيلة
ويعد حي الحبوس من أبرز المعالم التاريخية في الدار البيضاء، حيث يضم أسواقاً حيوية تعرض السجاد التقليدي، السيراميك، والتوابل المغربية التي تشتهر بها المنطقة.
كما تشتهر المحلات المحلية ببيع الأزياء التقليدية مثل القفاطين والبلاغي الفاخرة التي تعكس التقاليد المغربية الأصيلة.
المطبخ المغربي..إرث نسائي بامتياز
وفيما يتعلق بالمطبخ، أكدت “أو غلوبو” أن الطبخ في المغرب يُعتبر من أبرز المجالات التي تبرز فيها دور النساء.
وتمثل النساء المصدر الرئيسي للوصفات التي تشكل جزءاً مهماً من التراث المطبخي المغربي، الذي يتم تناقله من جيل إلى جيل.