تشهد مدينة مولينا دي سيغورا في مقاطعة مورسيا الإسبانية تصاعدًا في حملة كراهية ضد النساء المسلمات، تستهدف خصوصًا اللواتي يرتدين الحجاب.
ويقف وراء هذه الحملة الترويجية للعنف والكراهية حزب “فوكس” اليميني المتطرف، وكان آخر مظاهرها نشر فيديو على تطبيق “تيك توك” يهدف إلى التحريض ضد النساء المسلمات.
فيديو على تيك توك: دعوة صريحة للكراهية
نشر الفيديو الذي يظهر نساء مسلمات يرتدين الحجاب أثناء اصطحابهن لأطفالهن إلى المدرسة، مع تعليق مهين مفاده: “ببطون نسائنا سنغزوكم مرة أخرى”، وأرفقها وسم “#فقط_فوكس”.
والمثير للقلق هو أن الفيديو لم يُنشر من قبل شخص عادي، بل من أنطونيو مارتينيز، نائب رئيس بلدية مولينا دي سيغورا، الذي يعد عضوا في حزب “فوكس” اليميني المتطرف.
من الصدمة إلى تقديم الشكاوى
ووفقًا لصحيفة “إلباييس” الإسبانية، حصد الفيديو مئات الآلاف من المشاهدات قبل أن يتم حذفه بسبب “التحريض على الكراهية”.
نورة زاراك، إحدى النساء اللواتي ظهرن في الفيديو، عبرت عن صدمتها وخوفها من التعليقات العنصرية التي تلقتها بعد نشر الفيديو، مما دفعها للتوجه إلى الشرطة ورفع دعوى ضد نائب رئيس البلدية.
تزايد الإسلاموفوبيا في إسبانيا
ويشير التحقيق إلى أن هذا الفيديو هو جزء من موجة متزايدة من الإسلاموفوبيا في إسبانيا، حيث تزداد الهجمات اللفظية والجسدية ضد المسلمين.
وتعتبر النساء اللواتي يرتدين الحجاب من بين أبرز الأهداف لهذه الحملة المتطرفة الشنعاء.
خطاب الكراهية: حزب فوكس يلعب دورًا رئيسيًا
هذه الحادثة ليست منعزلة، بل تعكس تصاعد خطاب الكراهية في إسبانيا، والذي يروج له قادة حزب “فوكس”.
وسبق لرئيس الحزب، سانتياغو أباسكال، أن وصف الإسلام بأنه “غير متوافق مع القيم الغربية”، مما يعزز من المناخ العنصري في البلاد.
الاعتداءات العنصرية في مولينا دي سيغورا
في مدينة مولينا دي سيغورا، حيث يشترك حزب “فوكس” مع الحزب الشعبي في إدارة البلدية، شهدت المدينة تزايدًا في الحوادث العنصرية.
وتنتشر في العديد من الأحياء عبارات كراهية على الجدران مثل “الموت للإسلام” و”أحرقوا القرآن”، دون أن تبدي السلطات المحلية أي اهتمام بإزالة هذه العبارات.
التمييز العنصري ضد الأطفال
مونية صفواني، أم إسبانية من أصل مغربي، أعربت عن قلقها بشأن مستقبل أطفالها الذين يعانون من التمييز العنصري في المدرسة.
وقالت للصحيفة الإسبانية: “أشعر بالخوف على أطفالي، فهم إسبان ويعيشون هنا منذ ولادتهم، لكنهم يُعاملون كأنهم غرباء”.
ولم تتوقف القصة عند هذا الحد، فقد تعرضت مونية صفواني لمضايقات عنصرية في الشارع بسبب تأخرها في ركن سيارتها؛ حيث قالت لها إحدى النساء: “أنتِ عربية قذرة، عودي إلى بلدك”.
المظاهرات المحلية..دعوات للاستقالة
وفي تطور آخر، نظمت المعارضة المحلية مظاهرة أمام مقر البلدية للمطالبة باستقالة نائب رئيس البلدية.
ورغم الحشد الكبير للمحتجين، حاول رئيس البلدية الدفاع عن زميله في الحزب، مدعيًا أن تصريحاته تم تفسيرها بشكل خاطئ.
