بمناسبة زيارة العمل التي تقوم بها وزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدة داتي، تم التوقيع في الرباط، على عدة اتفاقيات تعاون بين المسؤولين المغاربة ونظرائهم الفرنسيين، في إطار تعزيز التعاون في المجالات الثقافية.
تعاون في الأرشيف السمعي البصري والسينمائي
ووقع وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي، محمد مهدي بنسعيد، ووزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدة داتي، إعلان نوايا يهدف إلى تعزيز التعاون في مجال الأرشيف السمعي البصري والسينمائي.
ويشمل الاتفاق تبادل الأرشيفات بين البلدين لأغراض البحث، بالإضافة إلى العمل على وضع الأرشيفات في سياقها وتحليلها النقدي.
ومن ضمن أهداف هذا التعاون أيضًا، تنظيم عروض وندوات سنوية، وتنفيذ برامج تدريبية متخصصة في حفظ الأرشيف.
اتفاقيات مع المعهد الوطني للسمعي البصري والمكتبة الوطنية
وفي خطوة هامة، تم توقيع ملحقين آخرين مع المعهد الوطني للسمعي البصري الفرنسي والمكتبة الوطنية بفرنسا، حيث تم الاتفاق على تبادل الخبرات في مجالات حفظ الوثائق السمعية البصرية وإنشاء مجموعة تراثية مخصصة للعرض والبث.
ويهدف التعاون إلى ترميم فيلم “الحافة” (La Falaise) لفوزي بن سعيدي، وهو أحد الأفلام المئة ذات الأولوية التي سيتم ترميمها في إطار هذا التعاون الثقافي المشترك.
تعزيز التعاون السينمائي بين البلدين
وفي جانب آخر، وُقع اتفاق تعاون بين المغرب وفرنسا في مجال السينما، حيث تم الاتفاق على تعزيز التبادل المهني والإنتاج المشترك، مع تنظيم لقاءات لإنتاج الأفلام المشتركة.
ودُشنت أولى هذه اللقاءات ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي 2025، مما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون السينمائي بين البلدين.
تطوير التراث الثقافي والسياحي المغربي
تم توقيع اتفاق بين مدير التراث الثقافي في المغرب، مصطفى جلوق، ورئيسة مركز المآثر الوطنية في فرنسا، ماري لافانديي، من أجل تطوير استراتيجية تراثية وسياحية لـ30 موقعًا رئيسيًا في المغرب.
كما تشمل الاتفاقية استخدام التكنولوجيا الحديثة والمعارض التفاعلية لتحسين تجربة الزوار.
الاتفاقيات الثلاثة للشراكة العلمية والثقافية
وعلى هامش هذه الزيارة، تم التوقيع أيضًا على ثلاث اتفاقيات شراكة علمية وثقافية بين المغرب وفرنسا.
وتتعلق الاتفاقية الأولى بالتعاون في مجال علم الآثار الوقائي بين المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث في الرباط والمعهد الوطني للبحوث الأثرية الوقائية الفرنسي.
أما الاتفاقية الثانية فتستهدف تعزيز التعاون في مجال الأرشيف من خلال تبادل الخبرات في التشريعات والمعايير الأرشيفية.
بينما تهدف الاتفاقية الثالثة إلى تنظيم دورات تدريبية في المكتبات وتنظيم معارض افتراضية بين المكتبة الوطنية المغربية والمكتبة الوطنية الفرنسية.
تسهم هذه الاتفاقيات في تعزيز التعاون الثقافي بين المغرب وفرنسا، مما يسهم في الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيزه من خلال تبادل المعرفة والخبرات بين البلدين.
كما تفتح هذه الشراكات آفاقًا جديدة في مجالات الأرشيف السينمائي، الأبحاث العلمية، والتراث الثقافي، مما يعكس التزام كلا البلدين بتعزيز التعاون الثقافي المستدام.