في قلب بوينوس آيرس، وبالقرب من منطقة باليرمو سوهو الشهيرة بمطاعمها المتنوعة، يخفي أحد الأزقة تحفة معمارية مغربية أضحت وجهة مفضلة لصناع المحتوى الأرجنتينيين.
بعيدًا عن صخب المدينة، شكلت “الباحة المغربية”ملاذًا للهدوء والرقي، حيث اجتمعت روعة الزليج المغربيوسحر النوافير الأندلسية في لوحة فنية تجذب الأنظار.
وجهة ملهمة لصناع المحتوى
وخلال الأسابيع الماضية، اكتسحت صور ومقاطع فيديو “باسيو مارويكوس” وسائل التواصل الاجتماعي، حيث نشرت صانعات محتوى مؤثرات، يتمتعن بمئات الآلاف من المتابعين، مقاطع حية تُبرز جمال هذا الفضاء المغربي.
والمفارقة أن هذا الانتشار لم يكن مخططًا، بل جاء عفويًا نتيجة الانبهار الجماعي بسحر الباحة.
ومن بين هؤلاء المؤثرات، كاري، فاني، فيرو، وباولي، وهنّ متخصصات في مجالات السفر والطهي والترفيه.
عبر حسابهن المشترك “Destination être libre”، قدّمن لمتابعيهن تجربة بصرية مدهشة، تُظهر التفاصيل الدقيقة للباحة، من الزليج الملوّن إلى تدفق المياه المتلألئةفي النافورة الرئيسية، مرورًا بالممرات الظليلة التي تأخذ الزائر إلى عوالم بعيدة.
جمال يتحوّل عبر الزمن
ما ميّز الفيديو الذي نشرته المؤثرات أنه تم تصويره على ثلاث مراحل مختلفة من اليوم (الصباح، بعد الظهر، والمساء)، ما سمح بإبراز التغيرات الضوئية التي تعزز من سحر الباحة.
وحقق المنشور خلال أيام قليلة أكثر من مئة وخمسة عشر ألف مشاهدة، ما يعكس التأثير القوي لهذا المكان الفريد.
رحلة في عالم المذاقات المغربية
لم يقتصر افتتان صانعات المحتوى على المعمار فقط، بل امتد ليشمل المطبخ المغربي الغني بالنكهات والتوابل العطرة.
وفي فيديو آخر، نقلت المؤثرات متابعيهن إلى تجربة حسية غنية، حيث استعرضن أشهر الأطباق المغربية مثل البسطيلة بالسمك، الطاجين بالدجاج والليمون المصبّر، والكسكس بسبعة خضروات، إضافة إلى الحلويات التقليدية مثل البريوات المحشوة باللوز.
“مشروع حياة” يوحّد الإبداع والتأثير
خلال مقابلة صحفية، تحدّثت كارينا، المصورة الرسمية للمجموعة، عن عملهن كصانعات محتوى متخصصات في السفر، واصفةً إياه بـ”مشروع حياة” يعزز الروابط بينهن ويؤسس لمهنة دائمة.
أما هيريملي، التي يتابعها مئة وستة وأربعون ألف شخص، فقد عبّرت عن انبهارها بالباحة منذ مراحل بنائها، مشيرة إلى أن هذا الفضاء “لا يثري باليرمو سوهو بجماله المغربي فحسب، بل يوفر أيضًا واحة خضراء وهادئة وسط المدينة”.
تفاعل واسع وتأثير متزايد
ولم يقتصر الأمر على هذه المجموعة، فقد اجتذبت “الباحة المغربية” اهتمام ما لا يقل عن أربعين صانعة محتوى أخرى، مما أدى إلى إنتاج مقاطع فيديو متنوعة، غالبًا ما تكون مرفقة بالموسيقى الأندلسية، تعكس الولع بجمالية الهندسة المغربية.
وحصدت بعض هذه المقاطع أكثر من 507 ألف مشاهدة، ما يعكس تزايد شعبية هذا المعلم الثقافي في قلب العاصمة الأرجنتينية.
الباحة المغربية: أكثر من مجرد فضاء جمالي
وتؤكد العديد من المؤثرات أن الباحات المغربية ليست مجرد أماكن جميلة، بل هي فضاءات تعكس فلسفة معمارية متكاملة، حيث يتفاعل الماء، الزليج، والنباتاتلخلق بيئة تبعث على السكينة والتأمل.
وهذا ما جعل “باسيو مارويكوس” ليس مجرد نقطة جذب سياحية، بل تجربة ثقافية متكاملة تعبر القارات وتحمل في طياتها روح المغرب الأصيل.