في قلب مدينة طنجة، حيث يلتقي عبق التاريخ بروح الحداثة، يستعد مسرح رياض السلطان لإطلاق موسمه الفني الجديد لشهر أبريل الجاري، مقدمًا برمجة غنية تجمع بين العروض المسرحية، الموسيقية، الورشات التكوينية، والفعاليات الثقافية المتنوعة.
ويهدف المسرح، كعادته، إلى تعزيز ثقافة القرب وجعل الفن أداة للحوار والتلاقي ضمن تجربة فريدة تمزج بين الإبداع والتجريب.
برنامج العروض والفعاليات
ويستضيف مسرح رياض السلطان في العاشر من أبريل ندوة فكرية بعنوان “تقاطع الرؤى: من الاستشراق إلى الفوتوغرافيا المعاصرة”، ضمن سلسلة ندوات جمعية البوغاز، حيث يقدّم الفنان مهدي السفريوي رؤية عميقة حول تأثير الفوتوغرافيا على الهوية البصرية لمدينة طنجة، متتبعًا تطور المشهد الفوتوغرافي عبر الزمن.
وفي الحادي عشر من أبريل، يحتضن المسرح العرض الأدائي الراقص “خطورة النظرة الأحادية”، بمشاركة الفنانة جيرمانا سيفيرا، في إطار تعاون ثقافي مع جمعية مالاباطا-طو الفرنسية.
ويسلط هذا العمل الفني الضوء على مفهوم التعددية الثقافية، داعيًا إلى رؤية أكثر انفتاحًا وإنسانية للعالم، عبر لغة الجسد والإيقاع.
عشاق العلوم على موعد مع “بيغ بانغ – نداء الأصول” يوم الرابع عشر من أبريل، وهو فيلم وثائقي يأخذ المشاهدين في رحلة مشوّقة إلى أعماق الكون، مستعرضًا نظريات الفيزياء الفلكية حول الانفجار العظيم ونشأة الكون.
ويلي العرض نقاش مفتوح مع عالمة الفلك سيلفي فوكلاير، التي ستقدّم رؤى متعمقة حول أسرار الكون والمجرات البعيدة.
في الثامن عشر والتاسع عشر من أبريل، يقدّم المسرح عرضًا دراميًا مؤثرًا بعنوان “برج السرطان”، وهو مونودراما من كتابة وتشخيص ماري الطاهرة.
تأخذنا الممثلة في تجربة عاطفية صادقة، تمزج بين الفكاهة، الحنان والأمل، في عمل يحتفي بقوة الإرادة ويجسّد روح المقاومة في مواجهة المرض.
ويُختتم الشهر بعرض مخصص للصغار يحمل عنوان “نغمة وحكاية”، حيث يجمع هذا العرض بين الحكي والموسيقى
وخلال هذا العرض تأخذنا فدوى قرطاف في رحلة سردية غنية بالخيال، ترافقها ألحان الموسيقي يونس فخار، مما يجعل التجربة أكثر تشويقًا وإلهامًا للأطفال.
ورشات تكوينية: فضاء مفتوح للإبداع والتطوير
إلى جانب العروض الفنية، يوفّر مسرح رياض السلطان فضاءً مميزًا للورشات التكوينية التي تجمع بين التجريب وتطوير المهارات.
تحت إشراف المخرجة مليكة الزيراري، تنطلق ورشة المسرح التي تتيح للمشاركين فرصة تعلم تقنيات الارتجال، التعبير الجسدي، والكتابة المسرحية، في تجربة تجمع بين التحليل الفني والممارسة العملية.
أما الصغار، فهم على موعد مع ورشة السيرك والمسرح للأطفال، التي تُقام صباح كل أحد، حيث ينغمسون في أجواء مليئة بالإبداع والمرح، من خلال ألعاب السيرك والتقنيات المسرحية، ضمن بيئة تهدف إلى تعزيز الثقة بالنفس وتنمية الخيال الفني لدى أطفال القصبة والمدينة العتيقة.
وفي إطار شراكة ثقافية مع مسرح GRRRANIT الفرنسي، يقدّم المسرح برامج تكوينية احترافية تفتح آفاقًا جديدة أمام الشباب والمهنيين، في مجالات الإضاءة المسرحية، الرقص، وتسيير الفضاءات الثقافية، تحت إشراف خبراء دوليين، مما يتيح للمشاركين فرصة الاحتكاك بالممارسات العالمية في مجال الفنون المسرحية
مسرح رياض السلطان: حيث يلتقي الإبداع بالحياة
ويدعو مسرح رياض السلطان جمهوره من عشاق الفنون إلى الانغماس في هذا الموسم الثقافي المليء بالحياة، حيث تتحول الخشبة إلى حلم حي، ويصبح الإيقاع نبضًا للحياة، في رحلة تمزج بين التقاليد والحداثة، والذاكرة والتجريب، والفن والروح.
