في مشهد مفعم بالتقدير والاعتراف، خصص المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، مساء السبت، لحظة وفاء وعرفان لتكريم الكاتبة والأديبة المغربية ليلى أبو زيد، إحدى القامات البارزة التي أغنت المشهد الثقافي المغربي والعربي بإبداعاتها المتفردة.
مسيرة حافلة بالريادة والإبداع
خلال لقاء حضره نخبة من الإعلاميين والأدباء والنقاد، استعرض الحاضرون محطات مشرقة من المسار الإبداعي لـليلى أبو زيد، مشيدين بخصالها الإنسانية وقدراتها الأدبية التي نسجت أعمالًا متميزة في شتى الأجناس الأدبية.
وقد أجمع المتدخلون على أن الكاتبة استطاعت عبر أسلوبها المتفرد أن تنتصر لقضايا المرأة المغربية وترصد التحولات الاجتماعية لمغرب ما بعد الاستقلال، مقدمة سرداً أدبياً متنوعاً ظل وفيًا لجمالية اللغة وعمق الرؤية.
شهادات في حق قامة أدبية مغربية
وفي كلمته بالمناسبة، وصف الباحث والناقد عبد العالي بوطيب، ليلى أبو زيد بأنها “كاتبة عصامية شقت طريقها بإصرار”، مشيراً إلى صلابة إرادتها وقوة قلمها، حيث أسدت خدمات جليلة للثقافة المغربية والعربية، وكانت من أوائل رائدات الكتابة النسائية في العالم العربي.
من جانبه، أشار الناقد المحجوب الشوني إلى أن نشأة أبو زيد في بيئة مقاومة للاستعمار صبغت أعمالها الأدبية ببعد وطني عميق، مستحضراً روايتها الشهيرة “عام الفيل”، التي صارت تُدرس في كبرى الجامعات ضمن أدب ما بعد الكولونيالية.
أما الباحث بوشعيب لعسيري، فقد اعتبر ليلى أبو زيد “علامة مميزة في الثقافة المغربية”، ورمزاً بارزاً ضمن الجيل الثاني من المبدعات اللواتي أعطين للثقافة الوطنية بعد الاستقلال زخماً متجدداً.
تكريم مستحق واعتراف بمسار استثنائي
وفي لحظة مؤثرة، سلم عبد الله صديق، المدير التنفيذي للمعرض، الدرع التكريمي إلى المحتفى بها، التي عبرت عن بالغ سعادتها بهذا الاعتراف، متحدثة عن أصداء أعمالها الأدبية داخل المغرب وخارجه، ولاسيما ترجمة روايتها “عام الفيل” إلى اللغة الإنجليزية، كأول عمل نسائي مغربي يُترجم إلى هذه اللغة.
مسيرة أدبية وإنجازات خالدة
تنحدر ليلى أبو زيد من خلفية أكاديمية قوية، حيث درست اللغة الإنجليزية في جامعة محمد الخامس بالرباط، قبل أن تواصل تحصيلها العلمي في جامعة تكساس بأوستن.
بدأت مسارها المهني صحافية في التلفزيون المغربي، قبل أن تكرس حياتها للأدب، مسطرة حضورها بأعمال خالدة مثل: رواية “عام الفيل” (1983)، و“رجوع إلى الطفولة” (1993)، “الفصل الأخير” (2000).
بالإضافة إلى مجموعات قصصية منها “الغريب وقصص من المغرب” (2002) و**“المدير وقصص أخرى من المغرب”** (2008).
وفي أدب الرحلة أيضا كتبت “بضع سنبلات خضر” و**“أمريكا الوجه الآخر”** (2013).