شهد فضاء التوقيعات برواق دار الثقافة، ضمن فعاليات الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للكتاب بالرباط، مساء السبت، حفل توقيع الطبعة الثانية من كتاب “موجز الفصيح في الدارج اليومي” للكاتب والإعلامي شكري البكري.
وتصدر هذه الطبعة الثانية للكتاب بعد نفاد الطبعة الأولى التي صدرت سنة 2016 عن دار سليكي أخوين بطنجة، لتطل هذه المرة متزينة بغلاف أنيق صممه الفنان التشكيلي المعروف أحمد جاريد.
عمل إذاعي يتحول إلى مرجع لغوي مبسط
ويوضح المؤلف أن عمله لا يندرج ضمن الدراسات الأكاديمية أو المعاجم العلمية التقليدية، بل هو ثمرة جهد شخصي إذاعي في المقام الأول، هدفه مخاطبة جمهور واسع من المستمعين والمتلقين، مضيفا بأنه انكب بالأساس على إبراز أن العديد من الألفاظ المتداولة يوميًا في الدارجة المغربية ترجع جذورها إلى لغة الضاد، دون إنكار للمكونات الأخرى للهوية اللغوية الوطنية، مثل الأمازيغية والحسانية والعبرية والأندلسية وغيرها.
أربعة تواريخ لكتاب واحد
ويشير شكري البكري إلى أن لكل كتاب ثلاثة تواريخ: تاريخ الكتابة، وتاريخ النشر، وتاريخ القراءة. إلا أن كتابه يتميز بوجود تاريخ إضافي هو تاريخ الإذاعة والاستماع، حيث إن المادة الأصلية لهذا المؤلف كانت فقرات إذاعية قصيرة بعنوان “وللعربية أسرارها”، بثت عبر أثير إذاعة البحر الأبيض المتوسط الدولية (Médi1) بين دجنبر 2010 وغشت 2013، وامتدت كل فقرة منها بين دقيقتين وثلاث دقائق.
الكتاب والجدل حول العامية واللغة العربية
ويتطرق البكري إلى السياق الذي نشأ فيه برنامجه الإذاعي، موضحًا أنه تزامن مع احتدام الجدل حول إدماج العامية في المناهج التعليمية بالمغرب.
وأشار في تقديمه إلى حدثين بارزين أثارا الجدل اللغوي والثقافي على المستوى الوطني: أولهما الندوة التي نظمها رجل الأعمال نور الدين عيوش حول “اللغة الدارجة في النظام التربوي”، والتي أسفرت عن التوصية باعتماد الدارجة المغربية في التعليم وإصدار “قاموس الدارجة المغربية” سنة 2016.
وثانيهما المناظرة التي جمعت عيوش بالمفكر عبد الله العروي في نونبر 2013، عبر شاشة القناة الثانية (2M)، والتي خيبت آمال الكثيرين، بمن فيهم شكري البكري، حسبما يبدو.
شكري البكري: مسار إعلامي وأدبي حافل
ويعد شكري البكري واحدًا من الوجوه البارزة في الساحة الإعلامية عموماً، وفي مشهد الإعلام الثقافي، خصوصاً.
سيرياً، فقد استنشق شكري البكري أولى أنفاسه بمدينة تطوان عام 1969، واستهل مساره الصحفي سنة 1991 بالقناة التلفزيونية الأولى، قبل أن ينتقل إلى القناة الثانية، وبعدها إلى إذاعة البحر الأبيض المتوسط الدولية. دون إغفال السنتين اللتين قضاهما بالعاصمة الإيطالية روما مراسلا لبعض القنوات العربية.
وعدا كونه من رواد الإعلام الناطق بالإسبانية في المغرب، فقد أشرف شكري البكري خلال مساره بإذاعة البحر الأبيض المتوسط الدولية على إعداد وتقديم برامج ثقافية متميزة، من بينها: “أصوات مغاربية”، “كتاب الأسبوع”، “حديث الأحد”، “بين قوسين”، “حدائق التراث العربي”، “وللعربية أسرارها”.
وعلى الصعيد الأدبي، فقد أصدر مجموعة قصصية بعنوان “الغواية البيضاء وبعض أسمائها”، إلى جانب ديوانين شعريين هما “فواصل الغياب” و “الشرفة 48”.
وإذ نغفل عن تفاصيل أخرى في هذا المسار الحافل، فإننا لن نغفل عن لازمته اللاصقة في أذهاننا في حصاد ميدي آن: (باسم الله مُجراها ومُرساها).