يحضر صوت غزة هذا العام بقوة في مهرجان “كان” السينمائي، عبر مجموعة من الأفلام التي تسلط الضوء على المأساة الإنسانية المستمرة في القطاع، في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر.
ومن أبرز هذه الأفلام الفيلم الوثائقي “ضع روحك على كفك وامشِ”، الذي فقدت بطلته، المصوّرة الغزية فاطمة حسونة، حياتها في قصف إسرائيلي بعد أيام فقط من اختيار الفيلم للمشاركة في المهرجان.
في الدورة الجديدة، التي تنطلق يوم غد الثلاثاء، يُتوقع أن تثير الحرب الإسرائيلية على غزة اهتماماً واسعاً، سواء من خلال الكلمات الافتتاحية أو على السجادة الحمراء، كما حدث في الدورة السابقة حين ارتدت النجمة كيت بلانشيت فستاناً بألوان العلم الفلسطيني، تعبيراً عن تضامنها.
وثائقي بمثابة صرخة من تحت الركام
الفيلم “ضع روحك على كفك وامشِ”، للمخرجة الإيرانية سبيده فارسي، يروي قصة فاطمة حسونة، التي وثّقت حياتها اليومية في غزة خلال العدوان.
ورغم فرحتها باختيار الفيلم للمشاركة في “كان”، لم تمهلها الحرب طويلاً؛ إذ استُهدفت بمنزلها في 16 أبريل، فقُتلت مع معظم أفراد عائلتها، ولم تنجُ سوى والدتها.
ويُعرض الفيلم ضمن فئة “أسيد”، التي تكرم في هذه الدورة الشابة الفلسطينية، باعتبارها رمزاً من رموز الضحايا المدنيين في غزة.
صوت غزة من الداخل… بعدسة فتاة من هناك
المخرجة سبيده فارسي، اللاجئة السياسية المقيمة في فرنسا، استخدمت تقنيات الاتصال بالفيديو لتوثيق شهادات فاطمة، بعد أن تعذّر على الصحافيين دخول غزة.
تقول فارسي إن ابتسامتها كانت حاضرة في كل لقطة… عيناها الخضراوان، وتلك اللحظات المضيئة في وسط العتمة، كلها ستبقى خالدة.
وأكدت أن فاطمة كانت توثق الحرب لا لأجل الأرشفة فقط، بل لنقل واقع غزة للعالم وللأطفال الذين كانت تحلم بإنجابهم ذات يوم، لكنها للأسف لن تزرق بهم أبدا.
أفلام أخرى تُعري الحرب وتطرح أسئلة صعبة
وإلى جانب الوثائقي، يُعرض ضمن قسم “نظرة ما” فيلم “كان يا ما كان في غزة” للمخرجين الشقيقين طرزان وعرب ناصر، اللذين يعيشان خارج القطاع، ويواصلان تسليط الضوء على مأساة غزة من الخارج.
كما أُدرج في اللحظة الأخيرة فيلم “Yes” للمخرج الإسرائيلي ناداف لابيد، المعروف بمواقفه النقدية تجاه السياسة الإسرائيلية، ويتناول مرحلة ما بعد هجمات 7 أكتوبر 2023.
توقعات بمواقف سياسية صريحة
وتتجه الأنظار إلى الكلمات الرسمية والبيانات الصحافية التي سترافق العروض، خصوصاً في ظل تزايد الأصوات المطالبة بإدانة الجرائم المرتكبة ضد المدنيين في غزة، والتي صنّفتها جهات حقوقية دولية ضمن “الفظائع اللامتناهية”.
وكما في مهرجان برلين، حيث نددت الممثلة تيلدا سوينتون بالقتل الجماعي، يُتوقع أن يحمل “كان” أيضاً رسائل قوية ضد الحرب والدمار.
