تتواصل بساحة الكتبيين الأسطورية بمدينة مراكش فعاليات الدورة الخامسة عشرة للمعرض الجهوي للكتاب، وسط حضور لافت لشخصيات وازنة من عالم الثقافة والأدب والفن.
وتستمر هذه التظاهرة الثقافية، التي تنظمها المديرية الجهوية للثقافة بجهة مراكش ـ آسفي، إلى غاية 27 ماي، تحت شعار: “محلة الكتاب.. الذاكرة والحضور”.
انفتاح ثقافي وشراكات مؤسساتية
وينعقد المعرض بشراكة وتنسيق مع ولاية الجهة، والمديرية الجهوية للتواصل، والمجلس الجماعي، وجامعة القاضي عياض، والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، ودار الشعر بمراكش، ما يعكس انفتاحه على المحيط الثقافي والمؤسساتي للمدينة.
ويشارك في هذه النسخة أزيد من 27 دار نشر، تعرض آخر إصداراتها الإبداعية والفكرية والفنية، إلى جانب 12 عارضا من مؤسسات وهيئات عمومية ومدنية مهتمة بالنشر والقراءة على الصعيد الجهوي.
تكريم وجوه أكاديمية بارزة
وتميز حفل الافتتاح بتكريم ثلاثة أساتذة باحثين من جهة مراكش آسفي، اعترافا بتتويجاتهم الأكاديمية المرموقة.
ويتعلق الأمر بهشام ركيك وسمير أيت أومغار، الحاصلين على جائزة المغرب للكتاب (فئة العلوم الإنسانية)، وسعيد العوادي، المتوج بجائزة الشيخ زايد للكتاب (فئة الفنون والدراسات النقدية).
ساحة الكتبيين: ذاكرة حية للكتاب
وأكدت المديرة الجهوية للثقافة، أسماء لقماني، في كلمتها الافتتاحية، أن اختيار ساحة الكتبيين لاحتضان المعرض ليس عفوياً، بالنظر إلى رمزيتها التاريخية، إذ كانت لعقود مركزاً لتجارة الكتب وصناعتها، من خلال مهن النسخ والتزويق والتسفير والتذهيب.
برنامج غني وفعاليات متنوعة
ويتضمن البرنامج الثقافي والفني للمعرض توقيعات لإصدارات جديدة في الشعر، القصة، والرواية، بمشاركة نقاد وباحثين متخصصين، بالإضافة إلى قراءات شعرية، حفلات فنية، ولقاءات حوارية مع مبدعين وأكاديميين. كما يُنظم المعرض أربع ندوات فكرية تلامس قضايا راهنة، منها: “الفنون زمن الذكاء الاصطناعي”، “الحقوق الثقافية في القانون والممارسة”، “الإعلام وقضايا التنمية الثقافية”، فضلاً عن مائدة مستديرة حول “الفلسفة والجامعة المغربية”.
تعزيز القراءة ودعم النشر
ويأتي تنظيم هذه الدورة من المعرض في إطار الجهود التي تبذلها وزارة الشباب والثقافة والتواصل -قطاع الثقافة- لتعزيز القراءة العمومية، وتشجيع التأليف والنشر، وتقريب الكتاب من مختلف فئات المجتمع، خاصة الأطفال والشباب، عبر جعل المعرض موعداً سنوياً قادراً على خلق تفاعل دائم بين الكتاب وقرائه.