في خطوة مفاجئة هزّت الرأي العام التركي وأثارت دهشة واسعة لدى الجماهير المغربية، أصدرت محكمة تركية حكمًا بالسجن في حق اثنين من نجوم الدراما البارزين في البلاد.
ويتعلق الأمر بكل من خالد أرغنش، المعروف عربيًا بدور “السلطان سليمان” في مسلسل حريم السلطان، ورضا كوجا أوغلو، أحد أبرز الممثلين الأتراك في السنوات الأخيرة.
وجاء الحكم على خلفية مشاركتهما المزعومة في احتجاجات غيزي بارك، التي اندلعت بإسطنبول عام 2013.
وبحسب ما نقله موقع Modern.az الإخباري، فقد حُكم على خالد أرغنش بالسجن لمدة عام وعشرة أشهر وخمسة عشر يومًا، فيما نال رضا كوجا أوغلو حكمًا يقضي بسجنه عامًا وثمانية أشهر.
وقد أثار هذا الحكم تساؤلات متجددة حول حرية التعبير في تركيا، ومدى تأثير الانتماءات السياسية أو الآراء العامة للفنانين على حياتهم المهنية والقانونية.
جدل مستمر حول حرية التعبير في تركيا
وتأتي هذه الأحكام في ظل استمرار الجدل التركي بشأن احتجاجات غيزي بارك، التي يرى فيها البعض تعبيرًا سلميًا عن الغضب الشعبي، بينما يراها آخرون محاولة لزعزعة الاستقرار.
وخلفت القضية مخاوف جديدة بشأن التضييق على الحريات، خاصة بعد ملاحقة فنانين ومثقفين وصحافيين، في ما يعتبره البعض توجهًا لربط المواقف السياسية بالمحاسبة الجنائية.
وفي الوقت الذي لم تُصدر فيه هيئتا الدفاع عن خالد أرغنش ورضا كوجا أوغلو أي بيانات رسمية حتى الآن، يبقى احتمال استئناف الأحكام مطروحًا، ما قد يغيّر مجرى القضية في المرحلة المقبلة.
من نجم الشاشة إلى ساحة الاتهام
لطالما احتل خالد أرغنش مكانة استثنائية في قلوب المغاربة، بفضل أدائه الآسر لشخصية السلطان سليمان القانوني، والذي جعل من مسلسل حريم السلطان واحدًا من أكثر الأعمال الدرامية مشاهدة وشعبية في المغرب والمنطقة العربية.
ولم يتوقف حضوره عند هذا العمل، بل واصل تألقه في مسلسلات ناجحة مثل ويبقى الحب وبابل، ما رسّخ صورته كأيقونة فنية متكاملة.
أما رضا كوجا أوغلو، فقد سطع نجمه في أعمال مثل إيزل والقبضاي والشمال والجنوب، وتمكّن بموهبته الفذة من بناء قاعدة جماهيرية واسعة في المغرب أيضًا، حيث يُعرف بأدواره القوية والحسّ الإنساني العميق الذي يضفيه على شخصياته.
جمهور مغربي مصدوم ومترقب
وسط هذا المشهد القضائي والسياسي المعقد، يتابع الجمهور المغربي التطورات بدهشة وقلق، إذ شكل خالد أرغنش بالنسبة للكثيرين نموذجًا للفنان الملتزم والمبدع، الذي شكّل حضوره علامة فارقة في الدراما التركية الحديثة.
أما خبر الحكم، فقد بدا كصفعة مفاجئة لجمهور تعلّق لسنوات بشخصية السلطان سليمان المحبوب، وعبّر عن أمله في أن تكون هذه القضية سحابة عابرة لا تحجب نجمًا لطالما أضاء الشاشات التركية والعربية بموهبته الفريدة.