انطلقت، صباح اليوم الاثنين، بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية في الرباط، أشغال الملتقى الأول للمكتبات الوطنية في الوطن العربي، المنظم تحت شعار: “الذكاء الاصطناعي في خدمة المكتبات والتراث الوثائقي”.
الذكاء الاصطناعي في صلب استراتيجية الحفاظ على التراث الوثائقي
ويهدف هذا الحدث الثقافي والعلمي إلى تسليط الضوء على آخر تطورات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المتقدمة في مجال حفظ وتحليل الأرصدة الوثائقية والمخطوطات، التي تزخر بها المكتبات الوطنية العربية.
كما يشكل منصة مهمة لمناقشة التحديات والفرص التي تتيحها هذه التكنولوجيا في رقمنة الوثائق، تيسير الولوج إليها، وضمان استدامتها للأجيال القادمة.
ويأتي تنظيم هذا الملتقى في سياق الجهود الرامية إلى تعزيز التعاون العربي وتبادل الخبرات في ما يتعلق بتحديث الخدمات المكتبية، واستثمار الذكاء الاصطناعي في دعم البحث العلمي وتطوير البنية التحتية الرقمية للمؤسسات الوثائقية.
حفل افتتاح رفيع المستوى
وشهدت الجلسة الافتتاحية للملتقى، حضور شخصيات وازنة في المشهد الثقافي العربي والدولي. واستهلت بكلمة ترحيبية ألقتها سميرة المليزي، مديرة المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، تبعتها كلمات لكل من محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، ومحمد ولد أعمر، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، وإيريك فالت، مدير مكتب اليونسكو لمنطقة المغرب العربي بالرباط.
بالإضافة إلى عدة مداخلات من طرف مديري عدد من المكتبات الوطنية العربية المشاركة.
وعقب الجلسة الافتتاحية، جرى الافتتاح الرسمي للمعرض الموازي للملتقى، والذي يعرض مشاريع وتجارب رقمية في مجال الذكاء الاصطناعي وتوثيق التراث المكتبي.
جلسات علمية تناقش أبرز قضايا الذكاء الاصطناعي والمخطوطات
وتميز اليوم الأول من الملتقى بعقد جلستين علميتين تمحورتا حول قضايا آنية تتعلق بالرقمنة والذكاء الاصطناعي في المكتبات.
وناقشت الجلسة الأولى موضوع “دور الذكاء الاصطناعي في تطوير الخدمات في المكتبات الوطنية”، وترأستها سميرة المليزي، بمشاركة محمد الجمني، مدير إدارة التكنولوجيا والاتصال بمنظمة الألكسو، وسلوى عبد الخالق، خبيرة الذكاء الاصطناعي في المنظمة نفسها.
فيما تناولت الجلسة الثانية، التي عُقدت في الفترة المسائية، موضوع “إدارة التراث المخطوط: الغنى والتنوع وإكراهات المحافظة والإتاحة”، وشارك فيها كل من أحمد شوقي بنبين، مدير الخزانة الحسنية بالرباط، وفؤاد مهداوي، الخبير في التراث الوثائقي، تحت رئاسة أسامة طلعت، رئيس مجلس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية بجمهورية مصر العربية.
وتم إسدال الستار على الجلسة بزيارة مؤطرة لمرافق المكتبة الوطنية المغربية.
اليوم الثاني: عرض للتجارب العربية في رقمنة المكتبات
يُستأنف الملتقى صباح الثلاثاء بجلسة ثالثة تركز على تجارب المكتبات الوطنية في مجال الذكاء الاصطناعي، يرأسها حميد بن سيف النوفلي، مدير إدارة الثقافة بمنظمة الألكسو، ويشارك فيها ممثلون عن مكتبات الأردن، والإمارات، وتونس، وجيبوتي، والصومال، وسوريا، والعراق، وفلسطين، وقطر، تليها جلسة مناقشة.
أما الجلسة الرابعة، فتعقد في الفترة المسائية، برئاسة إبراهيم أغلان، رئيس قطب التنسيق بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، وتخصص لاستعراض تجارب مكتبات دول القمر، والكويت، ولبنان، وليبيا، ومصر، والمغرب، وموريتانيا، واليمن، ليُختتم اللقاء بكلمتين ختاميتين لكل من حميد بن سيف النوفلي وسميرة المليزي.
