في رسالة ملكية سامية، تلتها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، التي تمثل جلالته في قمة “إفريقيا من أجل المحيط”، بمدينة نيس الفرنسية، حرص جلالة الملك محمد السادس نصره الله على التنويم بمشاركة الدول الإفريقية في هذه القمة غير المسبوقة، المخصصة “لساحلنا المشترك، الذي يمتد على أكثر من 30000 كيلومتر”.
وأكد جلالته على أن البيئة تظل “ركنا أساسيا في حكامة المحيطات، التي لا ينبغي أن ينظر إليها من هذا الجانب وحده. فالمحيط يمثل سيادتنا الغذائية، وعماد صمودنا في وجه التغيرات المناخية، وأساس أمننا الطاقي وتماسكنا وانسجامنا الإقليمي. كما يعكس هويتنا، وأنماط استهلاكنا واستغلالنا لموارده، وما سنتركه إرثا للأجيال القادمة”.
وفي هذا الصدد دعت الرسالة الملكية إلى مراجعة استراتيجية للدور البحري الإفريقي في إطار ثلاثة محاور: نمو أزرق، وتعاون جنوب-جنوب، ونجاعة بحرية من خلال تكامل السياسات المتعلقة بالمحيط الأطلسي.
وخلص جلالة الملك إلى أن البحر كان “وسيظل صلة وصل وأفقا مشتركا، من واجبنا جميعا أن نحميه ونحسن تدبيره، لنجعله فضاء للسلم والاستقرار والتنمية. فإفريقيا، التي تكمن قوتها في وحدة كلمتها، تقع في صميم هذا المشروع الطموح. والمغرب ملتزم بكل عزم وإصرار، على تحمل نصيبه في هذا الورش الجماعي، سنده في ذلك سواحله الممتدة على طول 3500 كيلومتر، وحوالي 1.2 مليون كيلومتر مربع من الفضاءات البحرية”.
وكانت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، ممثلة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ترأست إلى جانب رئيس الجمهورية الفرنسية، إيمانويل ماكرون، بقصر ملوك سردينيا في نيس، افتتاح أشغال قمة “إفريقيا من أجل المحيط”، المنظمة في إطار مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات (نيس 2025)، والتي تتواصل إلى غاية يوم الجمعة المقبل بمشاركة أكثر من 50 رئيس دولة وحكومة، وما يزيد عن 1500 مندوب يمثلون نحو 200 بلد.
كما تميزت الجلسة الافتتاحية بخطابات افتتاحية للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس كوستاريكا رودريغو تشافيس روبلس.
ومساء أمس الأحد، حضرت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، التي تمثل صاحب الجلالة الملك محمد السادس في مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات، مأدبة عشاء أقامها رئيس الجمهورية الفرنسية، إيمانويل ماكرون، وحرمه بريجيت ماكرون، على شرف رؤساء الدول والحكومات المشاركين في هذا المؤتمر الذي يعقد تحت شعار: “تسريع العمل وتعبئة الجميع من أجل الحفاظ على المحيط واستغلاله على نحو مستدام”. وفي جدول الأعمال قضايا مختلفة تشمل الصيد المستدام، والتلوث البحري، والتفاعلات بين المناخ والتنوع البيولوجي.
