في لحظة اعتراف دولي بالشعرية المغربية وبدور مؤسساتها الثقافية، أعلنت مؤسسة بيت الشعر في المغرب عن فوزها بـالجائزة الأكاديمية الدولية للشعر لعام 2026، وهي الجائزة المرموقة التي تُمنح من قبل الأكاديمية الدولية للشعر، ومقرها مدينة فيرونا الإيطالية.
ويأتي هذا التتويج بمناسبة مرور خمسة عشر عامًا على تأسيس المؤسسة، ليشكل محطة رمزية واستثنائية في مسارها الثقافي الممتد.
بيت الشعر… من المبادرة إلى العالمية
وجاء في حيثيات منح الجائزة أن بيت الشعر في المغرب تميّز بدوره الريادي منذ تأسيسه، خاصة بمبادرته التاريخية عام 1998 حين توجه إلى منظمة اليونسكو داعيًا إلى إقرار يوم عالمي للشعر، وهي الدعوة التي تكللت بالنجاح وأصبحت من أبرز المحطات الثقافية السنوية على الصعيد العالمي.
وأثنت الأكاديمية على انخراط المؤسسة المتواصل في تعزيز مكانة الشعر، والتزامها العميق برسالته الإنسانية والجمالية، من خلال أنشطة وبرامج نوعية راكمها البيت على مدى عقود، ما ساهم في ترسيخ الشعر كجسر للحوار الثقافي العابر للغات والهويات.
احتفاء بالشعراء المغاربة وتثمين لفرادة الشعرية الوطنية
وفي بيان صادر عن المؤسسة، أعرب بيت الشعر في المغرب عن اعتزازه بهذا التتويج، واعتبر أن الجائزة تمثل تحية رمزية للحقل الشعري المغربي بكل تنوعاته، وتكريمًا للشعراء المغاربة بمختلف حساسياتهم الفنية والجمالية.
كما أكد البيان أن هذه الجائزة الدولية تشكل “تحفيزًا لمواصلة العمل الثقافي والشعري الجاد، والدفاع عن قضايا الشعر في بعدها الفني والمعرفي والإنساني”.
فيرونا تحتضن مراسيم التتويج في اليوم العالمي للشعر
وبحسب رسالة رسمية توصل بها البيت من السيد جيوفاني دوتولي، رئيس الأكاديمية الدولية للشعر، ستُقام مراسيم تسليم الجائزة يوم 21 مارس 2026 بمدينة فيرونا، تزامنًا مع الاحتفال باليوم العالمي للشعر، في لحظة تتقاطع فيها رمزية الزمان والمكان مع دلالة التكريم الشعري.
الأكاديمية الدولية للشعر… مرجعية عالمية برعاية اليونسكو
الحدير بالذكر أن الأكاديمية الدولية للشعر تأسست في 23 يونيو 2001، تحت رعاية منظمة اليونسكو، عقب انعقاد جمعيتها التأسيسية التي شارك فيها شعراء من القارات الخمس، من ضمنهم ثلاثة من الحائزين على جائزة نوبل في الأدب: وولي سوينكا (نيجيريا)، شيموس هيني (أيرلندا)، وديريك والكوت (جزر الأنتيل).
ومنذ تأسيسها، اضطلعت الأكاديمية بدور محوري في نشر وتأصيل رسالة الشعر على المستوى الدولي، كما حظيت بدعم مؤسسات ثقافية وديبلوماسية بارزة، من بينها وزارة الخارجية الإيطالية، وجامعة فيرونا، وبلدية المدينة، ومؤسسات أوروبية أخرى.
