أحرز فريق مغربي من تلامذة التعليم الثانوي إنجازًا لافتًا في مجال الابتكار التكنولوجي، بعد فوزه بالجائزة الأولى في فئة “أداء الروبوت” ضمن منافسات بطولة “WAFFLE Global Youth Robotics” الدولية، التي احتضنها معهد “وورسستر بوليتكنيك” مؤخرا بولاية ماساتشوستس الأمريكية، بمشاركة 108 فريقًا يمثلون مؤسسات تعليمية من مختلف أنحاء العالم.
وقد مثل الفريق المغربي، الذي يحمل اسم “روبوتيكس فور ذو فيوتشر”، مؤسسة “ثانوية 11 يناير” الواقعة بإقليم مولاي يعقوب التابع للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين فاس–مكناس، ليبرهن مرة أخرى على أن التميز في العلوم الدقيقة والتكنولوجيات الحديثة لم يعد حكرًا على الدول الصناعية المتقدمة.
إنجاز متجدد يعكس قدرات وطنية واعدة
وجاء هذا التتويج للعام الثاني على التوالي، ما يؤكد استمرارية الأداء المتميز والاحترافية العالية لأعضاء الفريق في مجال البرمجة والروبوتيك، خصوصًا في اختبار “أداء الروبوت”، الذي يشترط تنفيذ سلسلة من المهام المعقدة بفعالية وسرعة واستقلالية تامة.
واعتمد الفريق المغربي على منهجية علمية دقيقة، جمعت بين الابتكار التقني والتخطيط الجماعي، تحت إشراف مؤطرين ذوي خبرة، ما مكنه من المنافسة بندّية في هذه البطولة الدولية التي تُعد من أبرز المنصات التكوينية في مجال الذكاء الاصطناعي التطبيقي.
فخر جماعي ومثال تربوي يُحتذى
وبهذه المناسبة، أعرب مدير ثانوية 11 يناير، محسن أعمجان، عن اعتزازه بهذا الإنجاز قائلا إن النتيجة لم تأت من فراغ، بل هي حصيلة مجهود جماعي شارك فيه التلامذة والمؤطرون بتفانٍ واستمرارية، وهي تعكس إيماننا العميق بأن التكوين الجيد يفتح أبواب العالمية”.
من جانبها، أكدت التلميذة فاطمة الزهراء، وهي إحدى عناصر الفريق المتوج، أن هذا الفوز “ثمرة أشهر من العمل الدؤوب والتدريب المتواصل”.
وأشارت إلى أن تصميم الروبوت وبرمجته لخوض تحديات البطولة “شكل تجربة استثنائية جمعت بين المتعة والإبداع والضغط الإيجابي”.
كما أثنت المتحدثة على الجهود الكبيرة التي بذلها المؤطران عبد الحكيم بلقاضي وعبد الرزاق اشتيوي.
واعتبرت أن “النجاح في مثل هذه المنافسات العالمية يمنح الثقة للشباب المغربي، ويبرهن على إمكاناته غير المستغلة بعد في مجالات التكنولوجيا والابتكار”.
التكنولوجيا في خدمة التربية والتنمية
ويعكس هذا الفوز المتجدد أهمية إدماج تقنيات الروبوتيك والذكاء الاصطناعي في البيئة التعليمية المغربية، وتوسيع ورشات الابتكار بالثانويات والإعداديات، من أجل تعزيز التفكير النقدي وتنمية المهارات المستقبلية لدى التلاميذ.
ويأتي الإنجاز المغربي في لحظة مفصلية تشهد فيها المنظومة التربوية بالمملكة تحولًا نحو الرقمنة وتعزيز ثقافة البحث والاختراع.
وتُعد بطولة “WAFFLE” إحدى أبرز التظاهرات التربوية الشبابية في مجال الروبوتات التعليمية، إذ تتيح للمشاركين اختبار قدراتهم في تصميم روبوتات مستقلة، قادرة على إنجاز مهام حقيقية تحاكي تحديات من الواقع، مما يساهم في ترسيخ روح الابتكار والاستعداد لمهن المستقبل.
معهد عالمي يحتضن الإبداع التلاميذي
واحتضن فعاليات البطولة معهد “وورسستر بوليتكنيك”، وهو جامعة بحثية أمريكية مرموقة، تُعرف عالميًا بتكوينها في مجالات الهندسة والعلوم التطبيقية، مما يُضفي على التتويج المغربي قيمة رمزية كبيرة، ويمنح للمشاركين الشباب بوابة عبور نحو التميز الأكاديمي الدولي.
