دمى “لابوبو”: القوة الناعمة الصينية في ثوب جديد

- Advertisement -

في تحوّل لافت يعكس صعود القوة الناعمة الصينية، تشهد دمى “لابوبو” انتشارًا غير مسبوق حول العالم، من متاجر نيويورك إلى حقائب النجمات العالميات مثل ريهانا ودوا ليبا، حيث أصبحت هذه الدمى الغريبة الوجه الأحدث لجاذبية الصين الثقافية العابرة للحدود.

“بوب مارت” تقود المدّ الثقافي الجديد

تُعدّ سلسلة متاجر “بوب مارت” التي تتخذ من بكين مقرًا لها، قلب هذا التوجه الجديد؛ إذ تسوّق الشركة دمى وشخصيات محببة لهواة الجمع، أبرزها “لابوبو” التي تحوّلت إلى سفيرة غير رسمية لوجه الصين العصري، حتى في الدول التي ترتبط فيها صورة الصين غالبًا بالريبة أو السلبية، مثل أوروبا الغربية وأميركا الشمالية.

وفي هذا الخصوص، صرحت مصممة الديكور لوسي شيتوفا أن “هذه الدمى غريبة بعض الشيء وقبيحة، لكنها شاملة للغاية، لذا يتماهى الناس معها بسهولة”.

الطلب الهائل يقود “لابوبو” إلى البيع الإلكتروني فقط

وبسبب التدافع المتزايد أمام المتاجر، اضطرت “بوب مارت” إلى تحويل بيع “لابوبو” بشكل حصري عبر الإنترنت، في خطوة تعكس الزخم الكبير الذي تحققه هذه الدمية على الصعيد الدولي.

صعود ثقافي رغم العوائق السياسية والرقابية

وعلى عكس كوريا الجنوبية واليابان، اللتين تمكنتا من تصدير ثقافتهما الشعبية بفضل السينما والموسيقى والأزياء، لا تزال الصين تواجه صعوبات في هذا المجال بسبب الرقابة الصارمة التي يفرضها الحزب الشيوعي، وصورة الجودة المتدنية المرتبطة تقليديًا بمنتجات “صُنع في الصين”.

لكن “بوب مارت” تمثل استثناءً لهذا التوجه، حيث نجحت في تحقيق شهرة عالمية ومواجهة التقليد، لتدخل بذلك نادي العلامات التجارية الصاعدة.

كما بدأت شركات صينية أخرى مثل “شوشو/تونغ” و”سونغمونت” بالظهور على الساحة العالمية، ما يعكس تغيرًا تدريجيًا في الإدراك العام.

تيك توك… المنصة التي صنعت مجد “لابوبو”

أسهم تطبيق “تيك توك”، الذي تطوره شركة “بايت دانس” الصينية، بشكل جوهري في تسويق “لابوبو” عالميًا؛ فوفقًا للخبير في العلاقات الدولية جوشوا كورلانتزيك، ساعدت المنصة في تغيير نظرة المستهلكين للصين كقوة إنتاجية جذابة.

ويضم تيك توك أكثر من 1.7 مليون فيديو متعلق بـ”لابوبو”، مما جعل الدمية واحدة من أبرز رموز الثقافة الرقمية الصينية.

“لابوبو” تفتح شهية الشباب الغربي على الثقافة الصينية

تقول المحللة أليسون مالمستين من شركة داكسو للاستشارات، إنه بفضل لابوبو، أصبحت صورة المنتجات الصينية أكثر جاذبية بين الشباب الغربي.

وأضافت أن الصين تسير على خطى اليابان التي جذبت العالم عبر شخصيات مثل “بوكيمون” و”نينتندو” بين ثمانينات القرن الماضي والعقد الثاني من الألفية.

علامات التراجع الأميركي تلعب لصالح الصين

وفي سياق عالمي متغير، ترى الأستاذة فان يانغ من جامعة ميريلاند أن التراجع الملحوظ في جاذبية القوة الناعمة الأميركية، خاصة خلال فترة حكم دونالد ترامب، قد يكون أفسح المجال لصعود صورة الصين الجديدة.

وأشارت إلى أن “تشابك البلدين في أذهان الناس يجعل من التغير في صورة أحدهما انعكاسًا لصورة الآخر”.

“لابوبو” في ذاكرة الطفولة العالمية

وفي مشهد يلخص هذا التوجه الجديد، التقطت الطفلة القطرية مريم حمادي صورة تذكارية أمام تمثال “لابوبو” في متنزه “بوب مارت” بالعاصمة بكين، حيث صرحت: “في بلدي، الجميع يحب لابوبو”.

فرح – وكالات