تمكن فريق بحثي ياباني من جامعة كيوتو للطب من ابتكار تطبيق إلكتروني متطور يتيح التنبؤ بدقة بخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، مستهدفاً الأشخاص الذين تجاوزوا سن الأربعين.
ويعتمد التطبيق على تحليل بيانات الفحص الطبي للمستخدمين، ليقدم لهم تقييمًا شخصيًا لمخاطر الإصابة، مما يعزز فرص الوقاية المبكرة وتجنب المضاعفات الصحية الخطيرة.
دوافع تطوير التطبيق وأهميته الصحية
مرض السكري من النوع الثاني يعد من أبرز الأمراض المزمنة التي تشكل تحدياً صحياً عالمياً، بسبب انتشاره المتزايد وتأثيره السلبي على جودة الحياة.
وأشار الباحثون إلى أن التطبيق الجديد يشكل خطوة مبتكرة في مجال الطب الوقائي؛ إذ يمكن أن يساعد ملايين الأشخاص حول العالم على التعرف المبكر على مخاطر الإصابة، خصوصاً في المجتمعات التي تشهد ارتفاعاً في معدلات السمنة وقلة النشاط البدني.
بيانات ضخمة ودراسة استمرت عقداً من الزمن
ولفهم عوامل الخطر بدقة، تابع الفريق البحثي حالات 72,124 موظفاً يزيد عمرهم عن 40 عاماً في شركة إلكترونيات كبرى على مدى عشر سنوات.
وأظهرت المتابعة أن 5,133 منهم أصيبوا بمرض السكري خلال هذه الفترة، ما أتاح للباحثين بناء نموذج تنبؤي يعتمد على تحليل هذه البيانات بشكل متعمق.
العوامل الصحية المؤثرة في تقييم الخطر
ويرتكز التطبيق على عدة مؤشرات صحية رئيسية، منها العمر، مؤشر كتلة الجسم الذي يعكس مستوى السمنة، ضغط الدم الانقباضي، نسب الدهون الثلاثية في الدم، مستوى السكر أثناء الصيام، زيادة الوزن، وحالة التدخين.
وتساعد هذه العوامل مجتمعة في بناء صورة دقيقة لشدة الخطر، وتقديم توصيات للمستخدمين بخصوص تغيير نمط حياتهم أو مراجعة الطبيب.
مرض السكري من النوع الثاني: أسباب ومخاطر
ويُعتبر مرض السكري من النوع الثاني مرضاً مزمناً ينتج عن عدم قدرة الجسم على استخدام الأنسولين بفاعلية أو نقص في إفرازه.
ويتسبب هذا المرض في ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل مستمر، ما قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة تشمل أمراض القلب، الفشل الكلوي، فقدان البصر، وغيرها.
ويرتبط هذا النوع بشكل مباشر بعوامل نمط الحياة مثل النظام الغذائي غير المتوازن وقلة النشاط البدني، مما يجعل التوعية والوقاية من خلال أدوات مثل هذا التطبيق ضرورة ملحة.
آفاق مستقبلية وتوسع في استخدام التكنولوجيا الصحية
ويأمل الباحثون أن يساهم هذا التطبيق في تغيير نهج الوقاية الصحية، حيث يمكن أن يدمج مستقبلاً مع أنظمة صحية أوسع أو تطبيقات صحية شخصية أخرى، مما يعزز قدرة الأطباء والمرضى على التعامل مع عوامل الخطر بشكل فاعل.
كما أن استخدام التكنولوجيا الرقمية في المجال الصحي يشكل مجالاً خصباً للابتكار، خاصة مع تقدم الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، وهو ما يعزز فرص تحقيق نتائج إيجابية على مستوى الوقاية المبكرة وتحسين جودة الحياة.