أثار تقرير حديث نشرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية جدلًا واسعًا حول الجذور العائلية لرئيسة جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (MI6) المعيّنة حديثًا، بلايز ميتريويلي، التي أصبحت أول امرأة تتولى هذا المنصب الحساس في تاريخ بريطانيا.
أول امرأة تقود MI6… ومسيرة مهنية غامضة
في منتصف يونيو الجاري، أعلنت الحكومة البريطانية تعيين بلايز ميتريويلي رسميًا كرئيسة لجهاز الاستخبارات الخارجية، خلفًا للسير ريتشارد مور.
وعرفت ميتريويلي طوال مسيرتها المهنية بحرصها على البقاء في الظل، إذ لم يُكشف عن تفاصيل كثيرة تخص حياتها الشخصية أو تاريخها العائلي، بحكم طبيعة عملها السري الذي استمر لعقود داخل أجهزة الاستخبارات البريطانية.
وثائق تكشف: جدّها كان جاسوسًا نازيًا خطيرًا
وبحسب تحقيق الصحيفة البريطانية الذي استند إلى وثائق مؤرشفة في كل من بريطانيا وألمانيا، فإن جدّ ميتريويلي من جهة والدها يدعى قسطنطين دوبروفولسكي، وهو جاسوس نازي من أصول أوكرانية، خدم خلال الحرب العالمية الثانية في صفوف القوات النازية.
وتشير الوثائق إلى أن دوبروفولسكي كان قد انضم في البداية إلى الجيش الروسي، قبل أن ينشق ويلتحق بمعسكر ألمانيا النازية، حيث أطلق عليه قادة جيش الرايخ الثالث لقب «الجزار» أو «العميل 30» لدوره المروع في إبادة اليهود في أوكرانيا، وفق رسائل تاريخية تم الكشف عنها مؤخرًا.
هروب إلى بريطانيا وتغيير الأسماء
وبحسب الرواية، فقد فرت زوجة دوبروفولسكي إلى المملكة المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية، رفقة ابنها الذي كان يبلغ من العمر شهرين فقط، وهو والد بلايز ميتريويلي.
لاحقًا، تزوجت الأم مرة أخرى في بريطانيا عام 1947 واتخذت لقب زوجها الجديد ميتريويلي، وهو الاسم الذي تحمله رئيسة MI6 الحالية.
كما أفادت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بأن دوبروفولسكي ظل مطلوبًا من قبل جهاز الاستخبارات السوفيتي (KGB) في الستينات، بتهمة العمالة للاستخبارات الأجنبية وخيانة الوطن.
الحكومة البريطانية تردّ: بلايز لم تعرف جدها أبدًا
وفي تعليق رسمي، شددت وزارة الخارجية البريطانية المشرفة على MI6 على أن بلايز ميتريويلي «لم تعرف أو تقابل جدّها من جهة والدها أبدًا»، مؤكدة أن أصولها العائلية معقدة وغير واضحة بالكامل، شأنها شأن الكثيرين ممن ينحدرون من أوروبا الشرقية.
كما أضافت الوزارة أن هذه الخلفية المعقدة كانت أحد العوامل التي شكلت التزام بلايز العميق بحماية الأمن القومي البريطاني ومكافحة التهديدات الخارجية من دول معادية.
إرث مثير للجدل… ومسؤولية ضخمة
ويثير هذا الكشف أسئلة أخلاقية وإعلامية حول تداعيات ماضي العائلة على مستقبل جهاز الاستخبارات الأشهر عالميًا.
ومع ذلك، يرى مراقبون أن مسيرة بلايز ميتريويلي، التي وُصفت بالكفاءة والسرية والانضباط، قد تجعل من هذا الجدل مجرد حلقة إعلامية عابرة، أمام تحديات حقيقية تواجهها بريطانيا وسط تصاعد الأزمات الأمنية والسياسية العالمية.