هند زمامة ترفع راية المغرب فوق قمة إيفرست

- Advertisement -

في مغامرة ملحمية تنسج خيوطها من العزم والشغف، بصمت المتسلقة المغربية هند زمامة على صفحة مشرقة في سجل الإنجازات الوطنية، بعد أن تمكنت من بلوغ قمة جبل إيفرست، أعلى نقطة على سطح الأرض بعلو 8848 متراً، ورفعت العلم المغربي بفخر خلال شهر ماي الجاري.

من توبقال إلى إيفرست: رحلة شغف لا تعرف المستحيل

بدأت زمامة، التي تجاوزت الخمسين من عمرها، تحديها النيبالي يوم 6 أبريل، بخوض تدريبات قاسية على جبل إيلاند بيك الذي يبلغ ارتفاعه 6189 متراً، كمرحلة تأهيلية قبل مواجهة إيفرست. 

بعد رحلة دامت قرابة شهرين، واجهت خلالها البرد القارس، نقص الأوكسجين، العواصف الثلجية، وصعوبات المعسكرات الوعرة، نجحت في الوصول إلى القمة، مثبتة أن الإرادة تتفوق على القيود، وأن الشغف لا يعترف بالعمر.

تتويج لمسار طويل في تسلق القمم

إنجاز زمامة لم يكن وليد الصدفة، بل تتويج لمسيرة حافلة بالتحليق في الأعالي، انطلقت من قمة توبقال، الأعلى في شمال إفريقيا، مرورًا بقمم كليمنجارو في تنزانيا، أكونكاغوا في الأرجنتين، وإلبروس في روسيا. 

كما يأتي صعود إيفرست في سياق سعيها إلى إتمام مشروع “تحدي القمم السبع”، الذي لم تنجزه سوى قلّة من النساء عبر العالم.

امرأة بألف: رائدة أعمال، أم، جدة، ومصدر إلهام

ليست هند زمامة مجرد رياضية تتحدى الجبال، بل هي رائدة أعمال ناجحة في مجال الشوكولاتة الفاخرة، وأم وجدة وزوجة تجمع بين رقة التفاصيل وقوة الإرادة. 

هذا التوازن الاستثنائي بين الحياة المهنية والعائلية والمغامرات الجبلية يجعل منها نموذجًا ملهمًا للمرأة المغربية الطموحة، القادرة على تحدي الصور النمطية وتحقيق الذات.

رسالة أمل مغربية من قمة العالم

وفي تصريح مؤثر عقب إنجازها، أكدت زمامة أن رفعها للعلم الوطني على قمة العالم هو “رسالة أمل ومحبة من المغرب إلى العالم”، وإهداء لكل امرأة وشابة مغربية تؤمن بأن لا شيء مستحيل.

 كما شكرت عائلتها ومدربيها وفريق عملها، الذين كانوا سندًا لها في التحضير البدني والنفسي لهذا الإنجاز الذي وصفته بـ”تجربة العمر”.

العودة إلى المغرب وبداية فصل جديد

ومن المنتظر أن تعود هند زمامة إلى أرض الوطن صباح السبت المقبل، حاملة معها فرحة التتويج وذكريات مغامرة ستبقى محفورة في التاريخ. 

وبأسلوبها المتواضع والمباغت، تؤكد دومًا أنها لا تكشف عن مشاريعها المستقبلية، لكنها تلمح إلى أن “المغامرة لم تنته، والطموح لا سقف له”.

وبرحلتها إلى قمم العالم، تكتب هند زمامة فصلاً جديدًا من فصول التألق المغربي، وتجسد إرادة المرأة في مواجهة التحديات، لتؤكد من جديد أن من ينطلق بحلم، لا يتوقف حتى يصنع المستحيل.