لك سيدتي
فوزية طالوت المكناسي- مديرة النشر
العدد 114 من مجلة فرح الذي بين ايديكم اليوم، او بالأحرى ولأكون أكثر دقة، الذي تحت اعينكم، وهو ما يفرضه عهد الرقمنة، هو اول عدد يصدر بعد المرحلة الخاصة التي مررنا منها جميعا وهي مرحلة الحجر الصحي
ما الذي حصل معنا خلال مدة خمسين يوما أمضيناها نقفل عل انفسنا داخل بيوتنا، لا ننفتح حول العالم الا من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، هاته الاخيرة اصبحت بالنسبة لنا اداة للعمل، للترفيه، للألعاب، للصداقة بل وللعلاقات الغرامية بالنسبة للبعض الاخر، تواصلنا وتبادلنا، ورغبنا وحلمنا وتمنينا وخططنا وبالأخص تخلينا…
حينما انتهى الحجر، العديد من بيننا استفاق فجأة من الحلم، بعضنا استفاق في هدوء، والبعض الاخر كانت استفاقته بخسائر اقل او اكثر خطورة
وضع صديق على الفيسبوك وهو المنتصر بنسعيد التساؤل التالي: هل خرجنا سالمين من الحجر الصحي؟
اذا كان هذا السؤال يبدو للوهلة الاولى بسيطا، فاننا بعد تفكير، نشعر بعمقه.
للإجابة بشكل اولي اننا لم نخرج سالمين، سوف تبدو للبعض بالتأكيد ضربا من الخيال
شيء واحد مؤكد ، هو ان حياتنا اليومية تغيرت، نخرج ونحن نرتدي كمامات، نحتاط حينما نتواصل مع اشخاص غرباء وحتى الاقارب منهم، نقوم بقياس درجة حراراتنا اينما اتجهنا، قمنا بتغيير اماكن عملنا، نستقبل بشكل مقتصد، لا نفكر في مشاريع السفر والاستقبالات والتجمعات، كل هذا ما كان ليتركنا كما نحن ، لم يعد هناك شيء طبيعي ، كل شيء محسوب، ومراقب ، مثل الزومبي الذين يعيش مع الخوف في احشائه.
إلى جانب هذه السلوكيات اليومية، طور الرجال والنساء، الكبار والبالغين أيضا علاقات افتراضية، علاقات صداقة بالنسبة للبعض وعلاقات أعمق للبعض الآخر. لم يتمكن الكثير من الخروج من الخيال إلى الواقع على الرغم من تفكيك الحجر
بعض الناس يحتفظون بجروح عميقة للغاية، وأحيانًا درامية
هل يجعل العالم الافتراضي مع هامشه من الخيال من الممكن، تجاوز الواقع، إطلاق العنان للقصص، والأساطير المنفصلة عن الواقع، هل يمكن لكل طرف ان يدخل في لعبة ادوار متبادلة ولكن دون عواقب؟ في الحالة العكسية، فان الطرف الذي خرج خارج اطار اللعبة، يجد نفسه بقلب مثقل بالخيال الذي أصبح حقيقة بعد النزول القسري في منطقة مضطربة في الغالب
تلقينا عدة شهادات من رجال ونساء عاشوا او شهدوا على قصص تنصلت من الواقع، نترككم تكتشفونها معنا
كما اننا ندعوكم وفي هذا العدد ايضا الى اكتشاف عوالم الدكتورة حنان أتركين، وهي اخصائية أمراض الجلد والأمراض التناسلية وطب التجميل، وكيف انتقلت من حلم الربانة الى الطب وتجربتها السياسية وبمن تأثرت، كما انها لم تبخل علينا بنصائح لاستعادة النضارة للبشرة والشعر بعد معاناة الحجر الصحي، وكما اسلفت في استطلاعنا نستضيف اشخاصا جربوا او شهدوا واخصائيين ليجيبونا لماذا تكاثفت العلاقات الافتراضية أثناء الحجر الصحي وما مصير العديد منها؟
سنعرف بعض ايجابيات الحجر ايضا من خلال تجربة ضبط الرغبات
وهناك فقرات للأسرة سوف تفيدك وتفيد اسرتك ونترككم تكتشفون كل ذلك معنا وقراءة ممتعة اتمناها لكم