أخبار

متحف لـ”الفن المحظور” في برشلونة يعرض أعمالا طالتها الرقابة

في الوقت الذي تواجه فيه الأعمال الفنية الجريئةُ المُصادرةَ من لدن الرقابة الحكومية أو بسبب الضغوطات من الجماعات المحافظة، افتتح رجل أعمال إسباني متحفا لعرض الأعمال الفنية المحظورة بجرأة كبيرة في العاصمة الكاتالونية برشلونة.

في حدث فريد من نوعه، افتتح متحف لـ”الفن المحظور” في برشلونة، يضمّ أعمالاً قوبلت بالرفض أو هوجمت أو تم سحبها من المعارض لأسباب مختلفة.

ويقدم المتحف الذي افتتحه رجل الأعمال الإسباني تاتشو بينيه الخميس، 42 عملاً فنياً خضع لشكل من أشكال الرقابة أو الرفض لأسباب مختلفة، حيث تم انتقاؤها من بين مجموعة تضمّ 200 عمل جمعها على مدى خمس سنوات.

وفي طبقتين من مبنى يقع في وسط مدينة برشلونة في كاتالونيا، تُعرض أعمال لفرانثيسكو غويا وبيكاسو وآندي وارهول وآي ويوي.

ومن معروضات المتحف نحد تمثالا للديكتاتور الإسباني فرانسيسكو فرانكو موضوعاً داخل ثلاّجة، أنجزه الفنان أوجينيو ميرينو، وتمثالا للرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وعملا آخر يظهر رونالد ماكدونالد مصلوباً، ورسوم أبدعها معتقلون في سجن غوانتانامو، بالإضافة إلى أعمال تمثل رموزاً دينية في وضعيات وحالات خارجة عن المألوف.

كما يعرض المتحف أيضًا صورة لصليب مغمور في بول الفنان النيويوركي أندريس سيرانو، والتي تعرضت للتخريب خلال معرض في فرنسا وأثارت ضجة عندما عرضت لأول مرة في الولايات المتحدة عام 1989.

وفي هذا السياق، يقول بينيه  “لا نعرض في المتحف أعمالاً مثيرة للفضائح أو الجدل، بل تلك التي منعتها الرقابة أو تعرّضت للمهاجمة أو الحظر”، مضيفا أن هذه الأعمال لها تاريخ، ومن دون هذا التاريخ ما كانت لتكون موجودة.

وشرع بينيه في العام 2018، في جمع هذه الأعمال الفنية دون قصد، عندما اشترى عمل “سجناء سياسيون في إسبانيا المعاصرة” لسانتياغو سييرا. لكن بعد ساعات قليلة، سُحب هذا العمل من معرض آركو للفن المعاصر في مدريد.

ويظهر العمل الذي أُعطي إلى متحف آخر وأثار جدلاً واسعاً، صوراً غير واضحة لـ24 شخصاً، أبرزهم انفصاليون كاتالونيون انتهكوا القانون، وأبرزهم انفصاليون كاتالونيون انتهكوا القانون، منهم قادة انفصاليون كاتالونيون واجهوا إجراءات قانونية بسبب محاولة الانفصال الفاشلة عام 2017.

لكن ما دفع بينيه إلى جمع هذه الأعمال الفريدة من نوعها عالميا، هو العمل الذي يعود إلى الفنانة الفرنسية – الجزائرية زليخة بوعبدالله ويحمل عنوان “صمت أحمر وأزرق”، وكان ضمن معرض أقيم في العام 2015، ويضم 30 سجادة صلاة إسلامية، كل واحدة منها مزينة بزوج من الأحذية ذات الكعب العالي والمرصعة بالترتر، لكن تم سحبها من معرض في فرنسا بعد شكاوى من جمعية إسلامية.

ويحتل العمل وحده اليوم غرفة صغيرة في متحف “الفن المحرم” هذا، وفي هذا الصدد، يقول بينيه إن “الفنان الذي لا يستطيع عرض أعماله لأن أحداً يمنعه هو فنان خاضع للرقابة، الأمر الذي سيكسبه دائماً مكاناً في هذا المتحف”.

لكنّ صاحب المتحف لا يعتقد أن ثمة حرية أقل في الفن اليوم. ولا يخشى أن يتعرض متحفه لأعمال انتقامية بسبب محتواه، وشير إلى أن وجود مثل هذه الأعمال المختلفة جنباً إلى جنب يزيد من تسامح المشاهد، ويقلل من مستوى الضجة التي يثيرها العمل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى