احتضنت العاصمة الفرنسية باريس، هذا الأسبوع، ندوة دولية رفيعة المستوى تحت عنوان “المدن وتحدي السلام”، بمشاركة ممثلين عن المجتمع المدني وشخصيات سياسية وثقافية من مختلف أنحاء العالم.
ومثل المغرب في هذا الحدث الدولي البارز، المنظم بمبادرة من مدينة باريس وجمعية “محاربات من أجل السلام”، المرشحة لنيل جائزة نوبل للسلام لعام 2025، رئيس مجلس جماعة الصويرة، طارق العثماني.
لقاء عالمي يجمع أصواتًا من أجل السلام
وشهدت الندوة مشاركة فعالة لمنظمات وشخصيات مدنية مناصرة للسلام تمثل المجتمعين المدنيين الإسرائيلي والفلسطيني، إلى جانب رؤساء بلديات من مدن عالمية ملتزمة بقيم التعايش والحوار.
وتولت إدارة اللقاء حنا أسولين، مؤسسة ورئيسة الجمعية، التي قادت النقاشات عبر موائد مستديرة، وجلسات حوارية، وشهادات مؤثرة أبرزت أهمية دور النساء في حل النزاعات وبناء جسور المصالحة.
الصويرة في قلب الحدث.. مدينة للسلام والتنوع
وفي كلمة له بالمناسبة، أكّد رئيس مجلس جماعة الصويرة أن حضور المدينة في هذا اللقاء الرمزي يعكس مكانتها المتفردة كفضاء عالمي للسلام والتسامح، مبرزًا أن الصويرة تُجسّد جوهر الثقافة المغربية المبنية على التنوع والعيش المشترك.
وأضاف العثماني أن هذا الاعتراف الدولي الذي احتفت به باريس “يعود الفضل فيه إلى تاريخ المدينة العريق، وعمقها الروحي، وحكمة ملوك المغرب”.
وشدد على أن هذه المشاركة تمثل امتدادًا للرسالة التي يحملها المغرب وصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وهي رسالة تقوم على الاحترام، التعدد، والانفتاح الحضاري.
برج إيفل يضيء برسائل السلام
وشهدت ختام فعاليات الندوة لحظة رمزية مؤثرة، تمثلت في إضاءة برج إيفل بكلمة “السلام” مكتوبة بأحرف عملاقة بأربع لغات: العربية، الفرنسية، العبرية، والإنجليزية، في أول حدث من نوعه على هذا المعلم الأيقوني.
هذا، وتجمع خلال هذه اللحظة مئات الشباب من مختلف الخلفيات في ساحة تروكاديرو، رافعين لافتات بلغات متعددة، حاملين رسائل تدعو إلى السلام والتعايش ورفض العنف.
ووصف المنظمون هذه المبادرة بأنها “لحظة عالمية وتاريخية” تعبّر عن التزام مشترك من نشطاء إسرائيليين وفلسطينيين برفع صوت السلام عاليًا في زمن تتزايد فيه التحديات.